نبض الدار

 http://omandaily.om/?p=198465
انتهت ندوة تقييم قرارات ندوة سيح الشامخات مسجلة نجاحا كبيرا في العديد من النقاط؛ أهمها تنوع الجمهور المشارك وخاصة رواد الأعمال والعدد الكبير من المشاركين .  ثانيها القرارات التي خرجت فأثلجت قلوب رواد الأعمال ومن يريد دخول سوق العمل.  ثالثها التنظيم الجميل للندوة والذي جعل النقاش شفافا بين صانع القرار والمواطن،  قد رأينا مشاركة المسؤولين في الجلسات الفرعية، والمناقشات مع المواطن جنبا إلى جنب.
انتقد البعض بذخ الندوة وهو أمر يمكن تلافيه مستقبلا، وخاصه أنه يصب في خانة الحرص على المال العام.
ندوة أهم درس تعلمناه منها؛ أننا العمانيون إذا رغبنا بصناعة أمر ناجح علي مستوي الرأي العام فنستطيع ونستطيع ، لكن ان يكون المسؤولون على  قلب واحد مع المواطن! وهذا ماحققته هذه الندوة. سمعنا بعض المقترحات غير الموفقة من بعض أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لكن لم يكن لها صدى؛ فآخرون منهم أنفسهم رفضوها قبل أن يفندها ويرفضها المسؤول أو الجمهور. فالوعي العام للمواطن مرتفع جدا، ويفهم أين مصلحته ومصلحة وطنه العزيز، فيتخذها بوصلة توجه دربه. فالرأي العام يختزل بداخله نضجا وفهما كبيرين. فقط تنقصه القدوات من المسؤولين الذين يتقدمونه الطريق بوطنية واخلاص، فيقتدي بهم ويسيرعلى خطاهم براحة وثقة واطمئنان كبير .
ندوة وجه بها حبيبنا وحكيمنا وقائدنا السلطان قابوس حفظه الله؛ والذي ننتظر عودته الميمونة على أحر من الجمر، فخرجت الندوة مختلفة في نسختها الأولى في سيح الشامخات، ونسختها الثانية التقييمية قبل عدة أيام، فقد قالها أبقاه الله ستكون قرارات نافذة وليس توصيات، فكان كما قال.
إننا الآن نتطلع أن يحذو المسؤولون في وحداتهم حذو جلالته أعزه الله؛ فيقدموا ندوات ليس للكلام الكثير والتوصيات التي لايطبق منها إلا مايتوافق مع هوى القائمين عليها سواء المسؤول أو الموظفون المتنفذون الذين يستفيدون كلما زادت هذه الندوات سواء على صعيد المكافآت، أو على صعيد تمرير أفكارهم التي تترجمها بعض التوصيات، أما التوصيات الأخرى التي يوردها الجمهور المشارك فيقفل عليها درج مكتب أنيق، فلا ترى النور ابدا.
ندوات الوحدات الباذخة والفخمة ، فتصرف عليها مبالغ كبيرة جدا، لكن في معظم الأحيان بلا نتائج، فقد أصبحت موضة مثل موضة حفلات الافتتاح التي كان يصرف عليها ببذخ كبير في الثمانينيات والتسعينيات.
نعم نريد من الوزارات والهيئات ألا تقيم إلا ندوات تخرج بقرارات نافذة التطبيق، تنشر في وقتها كما نشرت قرارات ندوتي سيح الشامخات، كي يتابع تطبيقها الناس والرأي العام والمعنيون.
لقد حققت ندوة التقييم لقرارات سيح الشامخات مشاركة مجتمعية واسعة وجميلة شكلت رافعة لبناء قرارات يريدها ويحتاجها كل رائد عمل، وهو يغامر بالدخول إلى سوق عمل شائك بسبب لوبيات العمالة الآسيوية الوافدة.
وعدت الندوة بعدد آخر من القرارت قيد الدرس، ونرجو ألا تتأخر كثيرا حتى يبقى لها طعمها الخاص والجميل في الذاكرة العمانية .
فشكرا وعرفانا جلالة السلطان حفظكم الله وأعزكم لحكمتكم العميقة والكبيرة ونظرتكم النافذة . وشكرا للمسؤولين والقائمين الذين أنجزوا هذا الندوة الجميلة .