نبض الدار
http://omandaily.om/?p=200687
دار حوار في مجلس الشورى مع معالي رئيسة هيئة الصناعات الحرفية، وذلك خلال دور الانعقاد السنوي الحالي واستضافة معاليها. ودار حديث حول رقم الخمسة ملايين ريال قيمة الإنتاج في الصناعات الحرفية؛ الرقم المتواضع الذي أثار حفيظة المجلس وحفيظة الناس ، خاصة في ظل وجود كلية الأجيال لتطوير مهارات الشباب في الحرف التقليدية والصناعات الحرفية.
تحدثت معاليها عن خطة استراتيجية عامة لبناء  الطاقة الذاتية للهيئة، ورفع كفاءة الهياكل والنظم والإجراءات، كي تقوم الهيئة بمهامها وتحقق رؤيتها المستقبلية.
كلام جميل جدا اذا كان هيكل الهيئة قد مر عليه أربعون عاما، وحدثت متغيرات داخلية وخارجية كثيرة. لكن النشوء القريب للهيئة، وهيكلها الذي ارتبط بالإدارة نفسها ، وأهداف وخطط وضعتها الإدارة نفسها لأمر يدعو للغرابة، فمع تغير الإدارة قد تتغير الرؤية والاستراتيجية.  والهيئة أنشئت في العام 2003م،  فما المتغير الذي استجد خلال عشرة أعوام تقريبا كي يصار إلى تغيير هيكل الهيئة لرفع كفاءة الهيكل؟ نتذكر عناوين الصحف وقتها وهي تتابع زيارات معاليها العديدة والوفد المرافق إلى دول العالم للإطلاع على تجاربها في الصناعات الحرفية، وقد استمرت هذه الزيارات وقتا، وتم الاطلاع على  أهم التجارب في المجال .
عندما يقال اننا نبدأ متأخرا، لذا يجب أن نستفيد من أخطاء ونجاحات الدول التي سبقتنا كي نبدأ من حيث انتهوا؛  فان حديث معاليها مع مجلس الشورى عن التحديات التي تواجه عمل الهيئة يصيبنا بالمغص الشديد، وهي تحديات لاشك مرت بها الدول التي سبقتنا بعشرات السنين في الصناعات الحرفية. تحديات مثل تطوير الصناعات الحرفية لتخفيض عدد ساعات العمل والجهد المبذول فيها كي تباع أرخص، وعدم الإقبال من الحرفيين على فتح مشروعهم الخاص خوفا من المنافسة . وضعف التسويق ومشاكله، والمنافسة في السوق المحلي من قبل صناعات حرفية خارجية رخيصة. تحديات كانت موجودة قبل انشاء الهيئة بأعوام عديدة عندما كانت وزارة التراث والثقافة وزارة التنمية الاجتماعية تقيمان معارض تسويق المنتجات الحرفية، وتتحدثان عن هذه التحديات، وضرورة إيجاد حلول لها.
ماذا تغير من هذه التحديات بعد نشوء  الهيئة؟ يبدو من حديث معاليها أن لاشئ تغير من هذه التحديات وربما زادت. ولهذا فالعلاج تغيير وتطوير هيكلها كي تستطيع الهيئة أن تقوم بخطتها الاستراتيجية. وماذا كانت الخطة الاستراتيجية في العام 2003، وماذا كانت خطط الهيئة القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى خلال العشرة الأعوام السابقة.
في موقع الهيئة الإلكتروني توجد 16 حرفة و13 مركز تدريب وانتاج، لكن بقيت التحديات نفسها ولم تتغير بعد وقبل نشوء الهيئة . 
ترى كم من دعم مالي وكوادر ستحتاج الهيئة مع وضع الخطة الاستراتيجية وتطوير هياكلها؟ سؤال خبيث جدا لاشك!! سيدخل الهيئة في سجال مع وزارة المالية خاصة في ظل أوضاعنا المالية الحالية، ليقال بعدها من أسبق البيضة ام الدجاجة، اي دعم وزارة المالية ام القضاء على التحديات، وقد تراوح الأمور مكانها للانتهاء من سجال البيضة والدجاجة . ووقتها سنلقي باللوم على وزارة المالية؛ فالهيئة لم تحصل الدعم المالي اللازم لخطتها الاستراتيجية فبقيت التحديات كما هي.