نبض الدار 
http://omandaily.om/?p=218813


عندما يقدم وزير خارجية الولايات المتحدة الشكر لسلطنة عمان على دورها الكبير في إنجاز الاتفاق التاريخى، فإننا نشعر بالفخر والزهو لخيارات السلطنة الحكيمة مع العالم الخارجي، وخاصة على بابها الشمالي الذي تجمعها وجارتها إيران ضفتا الخليج وبحر عمان.  
ويصدر البيان الرسمي للسلطنة، وهو يحمل بشارة الخير والفرح لنا ، فقد أصبحت الحرب العالمية المدمرة التي  كانت ستدمرنا وجميع جيراننا الأشقاء الخليجيين خلفنا، بل فتح الاتفاق آفاقا واسعة للتعاون والتبادل التجاري بيننا دول الخليج وجارتنا جمهورية إيران الإسلامية الإيرانية، وهذا أمر غاية في الأهمية في عالم أصبحت الدول فيه تقاس بمدى رخائها الاقتصادى، وعلاقاتها الاقتصادية الواسعة والمستقرة. فالراسمال العالمي يبحث عن دول مستقرة اقتصاديا وآمنة كي يستثمر براحة وعدم خوف من القلاقل والحروب، ناهيك أن جارتنا إيران تملك من المقومات الاقتصادية مايجعلنا نستفيد منها، ومن الخبرة التقنية التي ناخذها بدون شروط أو محددات تقلل من سيادتنا كما هو الحال مع بعض الدول الغربية التي تعطي التقنية بشروط أقلها الهيمنة على القرارات السيادية للدول، والأمر ليس بسر، بل تفاخر هذه الدول بذلك وتعتبرها ثمنا مناسبا لبذلها التقنية. 
ان البيان الرسمي للسلطنة حول الاتفاق يقول :السلطنة تشارك الدول والشعوب فرحتها الغامرة بهذا الاتفاق التاريخي الذي سوف يشكل مرحلة أساسية ومهمة على درب اتفاق نهائي بحلول ٣٠ يونيو القادم والذي من شأنه أن يفتح مرحلة جديدة نحو مزيد من الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.
نعم دولنا في حاجة الأمن والاستقرار، فكفى العالم العربي والخليج حروبا عبثية تأكل البشر والأموال، وتدمر مقومات التقدم فيها من بنى تحتية ومصانع ومدارس ، ولا توفر اي شئ جميل، حتى التاريخ وأثاره تطالها هذه الحروب،وقد رأينا على شاشة التلفزة تدمير المساجد والكنائس التاريخية، والمتاحف والمدن والمناطق التاريخية، وليعرض النفيس منها في المزادات العالمية. من يزور العراق يشهد مدى التدمير الذي لحق به ، الأمر الذي يحتاج إلى عشرات وعشرات السنين، والى مليارات ومليارات، والى جهود مضنية كي يعود كما كان، ناهيك عن قتل وجرح وفقد حوالي خمسة ملايين انسان.  وهذا مانسمعه من الاخوة السوريبن من تدمير مشابه في بلدهم، ناهيك عن حوالي مليونين قتيل وجريح ومفقود. أما اللاجئون من البلدين الشقيقين في أرجاء العالم الاربع، فتبلغ أعدادهم ملايين  عديدة. 
اننا نقرأ الارقام، ونهر رؤوسنا اسفا، لكن المشاهدة العيانية تحيل الإنسان إلى حافة فقد عقله، من مستوى التدمير على البشر والحجر. 
دمت يابلدنا سالما ابيا رخيا مزدهرا ، ودام قائدنا الحكيم حفظه الله عزا وسؤودا، وتاجا على رؤوسنا، فهي سياسته الحكيمة التي تتبين حلقاتها المحكمة الجميلة كل صباح جديد، فتزيدنا فخرا وعزا به.