نبض الدار 
http://omandaily.om/?p=220878

مانزال نعمل على إرساء البنية التحتية، وماتزال نراهن على العديد من القطاعات كي تساهم مساهمة فعالة في الاقتصاد الوطني.  رغم كل شئ فإن قطاعي الصناعة والزراعة هما الأكثر والأقوى على تحمل مراهناتنا لتزيد مساهمتهما في الناتج الوطني مساهمة كبيرة وملموسة، وقد لاابالغ إذا قلت ان البعض يقول ان مساهمتهما معا قد تصل إلى 50% ، ولنا في دول العالم أسوة وقدوة.
في البدايات لم يلق هذان القطاعان تلك العناية الفائقة والقوية،  رغم أننا شهدنا أكثر من عام للزراعة، لكن على الدوام كان حديث الخبراء الغربيين عن شح المياه وعدم جدوى الزراعة. ذلك الحديث الذي لم يجعلنا نفكر في حلول مثل الاستفادة من مياه الوديان في بحيرة اصطناعية،او التفكير في مياه نجد لزراعة محاصيل اقتصادية، أو العمل على تحلية مياه البحر وحقن ساحل الباطنة بهذه المياه كي تقل ملوحتها، أو حتى الاحتفاظ بمستوى الزراعة الموجود، فهناك نظريات حديثة وقديمة تقول ان الارض الخضراء هي التي تستمطر السماء في علاقة لم يكتشف الكثير من أسرارها إلى الآن، وكلما زادت الرقعة الزراعية كلما نزل المطر أكثر فأكثر. وشهدنا في تلك المرحلة تحول المزارع إلى أراض سكنية في لهفة عجيبة من البعض، وتيسير وزارة الإسكان ذلك بكل اريحية.  أصبحت اليوم تقنية تحلية مياه البحر من التقنيات الرخيصة جدا، فصار في الإمكان حقن ساحل الباطنة بهذه المياه كي يعود سلة غذاء الوطن. هذه السلة التي حمت عمان والخليج من المجاعات ايام الحروب العالمية كما تؤكد الوثائق، وكما يؤكد كبار السن من بلدان الخليج. أما قطاع الأسماك فقد شهد أيضا فتورا طوال السنوات الماضية. وعندما قامت الدولة مؤخرا بالاستثمار فيه وفي الاستزراع السمكي سمعنا الأصوات المعترضة من مجلس الشورى ولم نفهم لماذا الاعتراض ومادواعيه الغريبة!  فالدولة تؤسس بقوة للبنية التحتية لمستقبل الثروة السمكية. وذكرنا هذا الاعتراض الغريب بالاعتراضات الغريبة على مشروع المليون نخلة الذي مايزال يراوح مكانه رغم أهميته العظيمة والكبيرة. 
أما الصناعة فرغم أعوام الصناعة التي أعلنت، إلا أننا كنا نسمع الاسطوانة المكررة من الخبراء الغربيين حول أن استيراد المصنوعات أرخص من إرساء المصانع والصناعات وخاصة الصناعة الثقيلة، فهجرنا الصناعة إلا قليلا، وعندما حققت الصناعات القليلة الموجودة على استحياء، نسبة ال10%من الناتج المحلي، شعرنا بأن الصناعة فعلا ظلمت لوقت طويل جدا، وإن كل ماقاله الخبراء عن عدم الجدوى مجرد كلام خبيث. 
كان ولايزال معظم خبراؤنا أجانب من الغرب، فللاسف عقدة الأجنبي ماتزال تسيطر علىنا إلى اليوم.  ترى كم من كتب واصدارات وتصاريح خرجت إلينا من أشهر الاقتصاديين المخلصين من العالم شرقه وغربه تقول بأن هؤلاء الخبراء لهم أجندات خفية يعملون عليها عندما يتعلق الأمر بتطوير اقتصادات دولنا العربية ودول العالم الثالث . 
اليوم عندما اكتشفنا أجندات تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ، وتدميرنا بالحروب الداخلية صدقنا حقيقة ماقيل ويقال عن هؤلاء الخبراء وخبثهم. 
ترى متى سنرمي نصائح هؤلاء الخبراء الغربيين وراء ظهورنا، ونكف عن صرف الملايين على خبراتهم المغشوشة، ونقوم بالدراسات والاستشارات الاقتصادية لوحدنا. يقول المثل ماحك جلدك مثل ظفرك. إنها دعوة لمجلس البحث العلمي كي يخوض غمار الدراسات حول الاقتصاد الوطني بثقل وقوة، وينشئ مرصدا لبحوث تطوير الاقتصاد الوطني أسوة بمرصد البحوث الاجتماعية.