نبض الدار
http://omandaily.om/?p=225401

منذ أن ظهرت المنتديات الإلكترونية وثم تبعها الفيسبوك وتويتر وغيرها، ونحن نقرأ الكثير من القضايا التي يطرحها المواطن لحياة أفضل، ومستقبل أكثر رخاء وازدهارا. 
العديد من العناوين في القضايا المختلفة، ويأتي على رأسها الحديث عن الفساد. فالحديث الدائم والمستمر عن الفساد على وسائل التواصل الاجتماعي لا يخفت صوته. فالفساد ومايتبعه من جهود من أصحابه لطمسه هو واحد من المواضيع التي تأخذ حيزا في هذه الوسائل. وتطور الحديث إلى كيفية حماية الإنسان نفسه إذا بلغ عن الفساد للجهات المعنية، فلا يقع تحت طائلة انتقام المفسدين. 
عادة الذي يقوم بالفساد يعرف جيدا الطرق والأساليب التي تساعده ليدافع عن نفسه، فيخرج كالشعرة من العجين. بل تكون لديه السلطة والعلاقات كي ينتقم ممن كشفه انتقاما قويا، وكي يكون عبرة لمن يحاول ذلك مرة اخرى. 
من إحدى المواضيع التي طرحت على إحدى المنتديات العمانية مؤخرا ، ونالت اهتماما واسعا، بأن كيف يحمي الإنسان نفسه بعد أن يبلغ عن فساد مسؤول ما ، كي يكون بمأمن من انتقامه ، وخاصة إذا كان مسؤوله أو رئيسه في العمل. 
صار الجميع يدرك أن هناك مساحة من التسامح والغفران مع المفسدين، وأنه قد تم استغلال هذه المساحة من التسامح والعفو الإنسانية من قبل أناس عديدين كي يدخلوا إلى قوائم المفسدين. وبذا كبرت القائمة ولم تصغر. كما كان المأمول لدى  بذل مساحة الغفران والتسامح، وكما هي عادة الكريم إذا كرم. لكن يبدو أن المفسد ليس من الكرام. 
ان النفس أمارة بالسوء، والشيطان لم يمت بعد. وعلى حد قول أحد المسؤولين لي في حديث خاص أن الضعف أمام المال سمة من المستحيل التغلب عليها. 
فإذا كان الواقع الداخلي لبعض الأشخاص في أضعف حالاته، وخاصة عندما يدرك مساحة التسامح والغفران، فلم لايكون هو أيضا ممن تشمله مساحة التسامح بعد أن يفعل مثلهم، ويقوم بما قام به من سبقه. 
ومع ضعف الوازع الداخلي وضعف الاستجابة لقيم التسامح والغفران، لايبقى إلا القانون وحزمه الذي به استقامت الحياة في الكثير من دول العالم، فاستطاعت أن تتخلص من ربقة الفساد إلى حد كبير جدا. 
لذا فإن استكمال منظومة القوانين ومعالجة التفاصيل الدقيقة والثغرات في هذه القوانين، وكذلك وجود بنود واضحة وقوية تحمي الذين يبلغون عن الفساد، وخاصة عندما يبلغ موظف ما عن فساد مسؤوله أو رئيسه في العمل، هو استكمال لجهود الحد من الفساد وقطع طريقه. 
هل نستطيع أن نقول أن من يمارسون الفساد يشتغلون بنظام التشبيك وليس فرادى، يبدو أن الأمور هكذا، فالتشبيك يجعلهم أقوى وأكثر قدرة على التمويه، بل أكثر قدرة على الإنتقام ممن يكشفهم أو يقرب ناحيتهم، فخبرة السنوات علمتهم كثيرا، وهم يستخدمون هذه الخبرة في كل مايخدمهم ويخدم فسادهم، ومعظم القضايا التي تم كشفها بينت مستوى التشبيك .