tahiraallawati@gmail.com –
لدى نشوء دائرة الاعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم، شهدت الوزارة طفرة جميلة في اصداراتها ومجلاتها. فقد خرجت مجلة رسالة التربية الى النور ، وصدرت في ثوب يستقطب جميع فئات المهتمين بالشأن التربوي. ثم صدرت دورية التطوير التربوي التي أخذت على عاتقها الاهتمام بتجارب المعلمين الناجحة في الحقل التربوي، والاهتمام بتطويرهم وتطوير أدواتهم، وهمومهم وشجونهم المختلفة، فكانت من المعلمين واليهم، وتعلق بها المعلمون، وأصبحت متنفسا لهم ولقضاياهم.
وتطورت صفحة نافذة تربوية من صفحة الى ملحق بـ32صفحة مهتما بمشاريع المحافظات التربوية. وصدرت تواصل كملحق لرسالة التربية باللغة العربية والانجليزية، فكانت تهتم بالشأن العماني والدولي التربوي. وصدرت سلسلة كتاب رسالة التربية، تلك الكتب التي كانت تهتم بالكتاب التربويين، وتعطيهم حقهم في نشر افكارهم التربوية والاستفادة منها. وصدرت سلسلة كتاب التطوير التربوي، والتي اهتمت بنشر مشاريع المعلمين وافكارهم التطويرية المهمة في كتب تقديرا لجهودهم ونشرها بين أوساط المعلمين. وثم صدرت سلسلة التربية المعرفية، وتبعتها سلسلة بحوث الطلبة العلمية. وفي أثناء ذلك صدرت نشرة دورية تهتم بموظفي الوزارة غير المعلمين وتهتم بقضاياهم.
كل هذا النشاط في النشر لقي ترحيبا واهتماما كبيرا في الأوساط التربوية الداخلية والخارجية مثل مكتب التربية العربية وغيره. ثم تم ادخال النشر الالكتروني لهذه المجلات في بوابة الوزارة الالكترونية، فكانت هناك ايقونات لكل دورية، وكل عدد جديد يصدر لهذه المجلات والدوريات. وكان العمل جاريا لإصدار أول مجلة تربوية الكترونية تربوية تفاعلية .
إن هذا الزخم التربوي لاقى الاعجاب والاستحسان، فأصبحت وحدات حكومية عديدة تحذو حذو وزارة التربية في اصداراتها المتميزة، وحركة النشر القوية، سواء على صعيد عمق المادة وتنوع جمهورها التربوي، او جمال الاخراج والتصميم بأحدث التقنيات اوأسلوب توزيعها . فقد ظهرت قيمة النشر ودوره في تشجيع الحراك التربوي في الساحة
هذا النشاط الاعلامي الصحفي لدائرة الاعلام التربوي توقف في وزارة التربية والتعليم بجرة قلم واحدة منذ مدة، والى أمد غير معلوم، بحجة انه لايوجد من يقرأ !؟ وبحجة تطويره. ورغم وجود اكثر من دراسة ميدانية اجريت على هذه المجلات والدوريات، واعطت نتائج ايجابية ومهمة على صعيد متابعتها من التربويين والمعلمين الا ان ذلك لم يشفع لعدم ايقافها.
ان أي تطوير لأي عمل لايستوجب ايقافه وحرمان القطاع التربوي الكبير من ثمراته،فالمجلات والدوريات أصبحت جزءا من سياسة الوزارة واستراتيجيتها ومكتسباتها المهمة المتابعة داخليا وخارجيا. وبينت الدراسات التي أجريت قيمتها المهمة. وتطويرها لايعني أن تتوقف عن الصدور، بل تطور وهي تصدر، وهذا هو دأب التطوير لأي أمر او شأن.
فما نلحظه في معظم الوحدات بأنه مع تغير رئيس الوحدة تتوقف مشاريع وتجارب وبرامج. ليبدأ العمل من الصفر .فكل الامور تصبح مرتبطة برئيس الوحدة الجديد، وان كانت أساسية ومهمة وأصبحت من المنجز المهم للوحدة .
وللأسف يوجد غالبا طابور خامس متسلق يبحث لنفسه عن مكان خاص في قلب رئيس الوحدة الجديد، فيطلق وساوسه بأنه يجب البدء من الصفر ويسوق الحجج ليعطي لنفسه أهمية وقيمة.
ثم نتساءل لماذا ما يزال يتم تصنيفنا من دول العالم الثالث رغم كل مانصرفه على التطوير والمشاريع والبرامج ومعظم ماتبنى من استراتيجيات مهمة لشأن ما . فللأسف معظم رؤساء الوحدات يرون لأنفسهم الصلاحية لهدم ما سبق رغم أهميته وتحوله الى منجز، والبدء من الصفر دون ان يحاسبوا. وهكذا يكثر الهدم والبدء من الصفر بينما دول العالم الاول تكمل ما بدأته أول مرة مهما تغيرت الوجوه، فما تحقق مكسب ومنجز وطني يجب المحافظة عليه واكماله وتطويره. ترى عندما نهدم في كل مرة وثم نعيد البناء من الصفر، فكم تتكلف الدولة من مليارات تهدر ، وكم تبقى منجزاتنا هشة، وتطويرنا ايضا هشا غير أصيل .
http://omandaily.om/?p=260221
0 تعليقات