نبض الدار
د. طاهرة اللواتية
http://omandaily.om/?p=271687
أجرى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات استطلاعا في دورته الثالثة شمل قرابة ثمانية آلاف شاب من فئات الباحثين عن عمل والمشتغلين في القطاعين الحكومي والخاص، نشرته جريدة عمان قبل عدة ايام. وقد أظهر في نتائجه ان كل اربعة من خمسة باحثين عن عمل يرون ان فرص العمل المتاحة تتأثر بسبب الأيدي العاملة الوافدة، وذلك في مقابل ثلاثة من كل خمسة من المشتغلين. وهي نسب عالية جدا تشير الى ان الوافد مايزال يسرح ويمرح في السوق العماني. وماقيمة التحويلات المالية الى الخارج التي بلغت اكثر من 4 مليارات ريال للعام 2014 الا دليل ان كل جهد وزارة القوى العاملة المنصب على تقليل أعداد الوافدين الهاربين والوافدين من ضعاف الدخل لم يكن له دور يذكر في مقابل زيادة المبالغ التي حولت الى الخارج. ان لوبيات الوافدين المسيطرين على أجزاء من الاقتصاد العماني سواء عبر مراكزهم الوظيفية في الشركات الكبيرة او هيمنتهم على تجارة الجملة والمفرق والعقارات هو ماصنع ويصنع المليارات المحولة، وهو مربط الفرس. ويؤكد الاستطلاع انخفاض نسبة رضا الشباب عن دور الدولة في توفير فرص العمل من 38%الى 36% في عام 2014 بالنسبة لطلبة التعليم العالي، وترتفع نسبة عدم الرضا الى 73%بين الباحثين عن عمل. اما بين المشتغلين فترتفع الى 82% وهي مؤشرات تؤكد عدم الرضا عن دور وزارة القوى العاملة في توفير فرص عمل للشباب،فما تزال وزارة القوى العاملة لم تتخذ خطوات حاسمة وحازمة لاحلال العمانيين في المراكز الوظيفية العليا ووظائف الاخصائيين التي يشغلها الوافد الاسيوي بقوة ، وتزداد نسبه فيها كل عام بالنظر الى زيادة المبالغ المحولة الى الخارج. فقد قفز المبلغ خلال عام واحد من ثلاثة مليارات الى اربعة مليار ريال.ان نسبة الرضا الوظيفي للشباب العماني في القطاع الخاص هي 64%وهي نسبة متدنية جدا مقارنة بزميله في القطاع الحكومي التي تبلغ نسبة الرضا عنده الى 89%. لذا فان شكوى الشباب المشتغلين في القطاع الخاص ستستمر رغم توحيد الاجازات بين القطاعين، فعدم الرضا متأت من الراتب غير الجيد بسبب المركز الوظيفي غير الجيد، وظروف العمل الصعبة، وطبيعة العمل، وضعف الحوافز، والمعاملة غير الجيدة من الرؤساء. ولايفوتني ان أذكر ان الواتساب عندي والايميل يمتلئ من شكاوى العمانيين العاملين في القطاع الخاص، فالبعض يذكر بألم شديد كيف تحول الى سائق شخصي للمدير الآسيوي المتعجرف، وأصبح أسيرا لنزوات أبنائه ومضايقاتهم وسوء سلوكهم دون احترام لعمره ، فهو سائق في الشركة، لكن المدير الفذ يستخدمه لتقضية اغراض بيته وأبنائه وخدمتهم. وذكر شباب آخرون انهم معينون في القطاع الخاص لكن دون عمل او مسؤوليات او صلاحيات.
ويؤكد الاستطلاع ان 72%من المشتغلين يفكرون في اقامة مشروعهم الخاص و47%من الباحثين عن عمل. وهي نسب عالية جدا، ومتفائلة بانشاء هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق رفد. لكن السوق المحلي فيه الكثير من التعقيدات والتحديات بسبب امتداد سيطرة الاسيوي ولوبياته الى السوق العماني، فالدخول الى السوق والبقاء فيه والنجاح يحتاج الى تنظيف السوق من سيطرة الوافدين وألاعيبهم وامتدادهم على رقعته اكثر كل صباح، وخاصة انها سوق ضيقة بسبب صغر عدد السكان. ويظهر الاستطلاع توجه التقاعد المبكر لدى المشتغلين وبلغ 72%،ولدى الباحثين عمل بنسبة 46%.وهو يعني ايضا الرغبة في الدخول الى السوق العماني بعد التقاعد المبكر،وهي توجهات نحتاجها كي يقل الضغط على الوظائف وتنشط السوق بالعمانيين، لكن تهيئة السوق وتنظيفها مهم جدا كي يتاح لهم المجال، ولايندموا على قرارهم فيعودوا للبحث عن عمل.
د. طاهرة اللواتية
http://omandaily.om/?p=271687
أجرى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات استطلاعا في دورته الثالثة شمل قرابة ثمانية آلاف شاب من فئات الباحثين عن عمل والمشتغلين في القطاعين الحكومي والخاص، نشرته جريدة عمان قبل عدة ايام. وقد أظهر في نتائجه ان كل اربعة من خمسة باحثين عن عمل يرون ان فرص العمل المتاحة تتأثر بسبب الأيدي العاملة الوافدة، وذلك في مقابل ثلاثة من كل خمسة من المشتغلين. وهي نسب عالية جدا تشير الى ان الوافد مايزال يسرح ويمرح في السوق العماني. وماقيمة التحويلات المالية الى الخارج التي بلغت اكثر من 4 مليارات ريال للعام 2014 الا دليل ان كل جهد وزارة القوى العاملة المنصب على تقليل أعداد الوافدين الهاربين والوافدين من ضعاف الدخل لم يكن له دور يذكر في مقابل زيادة المبالغ التي حولت الى الخارج. ان لوبيات الوافدين المسيطرين على أجزاء من الاقتصاد العماني سواء عبر مراكزهم الوظيفية في الشركات الكبيرة او هيمنتهم على تجارة الجملة والمفرق والعقارات هو ماصنع ويصنع المليارات المحولة، وهو مربط الفرس. ويؤكد الاستطلاع انخفاض نسبة رضا الشباب عن دور الدولة في توفير فرص العمل من 38%الى 36% في عام 2014 بالنسبة لطلبة التعليم العالي، وترتفع نسبة عدم الرضا الى 73%بين الباحثين عن عمل. اما بين المشتغلين فترتفع الى 82% وهي مؤشرات تؤكد عدم الرضا عن دور وزارة القوى العاملة في توفير فرص عمل للشباب،فما تزال وزارة القوى العاملة لم تتخذ خطوات حاسمة وحازمة لاحلال العمانيين في المراكز الوظيفية العليا ووظائف الاخصائيين التي يشغلها الوافد الاسيوي بقوة ، وتزداد نسبه فيها كل عام بالنظر الى زيادة المبالغ المحولة الى الخارج. فقد قفز المبلغ خلال عام واحد من ثلاثة مليارات الى اربعة مليار ريال.ان نسبة الرضا الوظيفي للشباب العماني في القطاع الخاص هي 64%وهي نسبة متدنية جدا مقارنة بزميله في القطاع الحكومي التي تبلغ نسبة الرضا عنده الى 89%. لذا فان شكوى الشباب المشتغلين في القطاع الخاص ستستمر رغم توحيد الاجازات بين القطاعين، فعدم الرضا متأت من الراتب غير الجيد بسبب المركز الوظيفي غير الجيد، وظروف العمل الصعبة، وطبيعة العمل، وضعف الحوافز، والمعاملة غير الجيدة من الرؤساء. ولايفوتني ان أذكر ان الواتساب عندي والايميل يمتلئ من شكاوى العمانيين العاملين في القطاع الخاص، فالبعض يذكر بألم شديد كيف تحول الى سائق شخصي للمدير الآسيوي المتعجرف، وأصبح أسيرا لنزوات أبنائه ومضايقاتهم وسوء سلوكهم دون احترام لعمره ، فهو سائق في الشركة، لكن المدير الفذ يستخدمه لتقضية اغراض بيته وأبنائه وخدمتهم. وذكر شباب آخرون انهم معينون في القطاع الخاص لكن دون عمل او مسؤوليات او صلاحيات.
ويؤكد الاستطلاع ان 72%من المشتغلين يفكرون في اقامة مشروعهم الخاص و47%من الباحثين عن عمل. وهي نسب عالية جدا، ومتفائلة بانشاء هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق رفد. لكن السوق المحلي فيه الكثير من التعقيدات والتحديات بسبب امتداد سيطرة الاسيوي ولوبياته الى السوق العماني، فالدخول الى السوق والبقاء فيه والنجاح يحتاج الى تنظيف السوق من سيطرة الوافدين وألاعيبهم وامتدادهم على رقعته اكثر كل صباح، وخاصة انها سوق ضيقة بسبب صغر عدد السكان. ويظهر الاستطلاع توجه التقاعد المبكر لدى المشتغلين وبلغ 72%،ولدى الباحثين عمل بنسبة 46%.وهو يعني ايضا الرغبة في الدخول الى السوق العماني بعد التقاعد المبكر،وهي توجهات نحتاجها كي يقل الضغط على الوظائف وتنشط السوق بالعمانيين، لكن تهيئة السوق وتنظيفها مهم جدا كي يتاح لهم المجال، ولايندموا على قرارهم فيعودوا للبحث عن عمل.
0 تعليقات