tahiraallawati@gmail.com
 اعظم الانبياء والرسل على الاطلاق ، كان رحمة خالصة للعالمين ، فألصق به المستشرقون تهمة انه رجل دموي أقام مملكته على الدماء . وصنعت داعش وغيرها وألحقت به ،فالمجرمين والقتلة والمنحرفين من شتى أصقاع الارض ينسبون أنفسهم اليه والى شريعته التي أتى بها . فهل يصدق احدنا ان داعش ومن لف لفها من صناعة رسول الرحمة ودين السلام . كم عذبته قريش واجلافها وعتاة مردتها من كبار قومها، وقد اخذهم غرور المال وتكبر السلطة والسيادة الدينية على جميع العرب ،وهو صابر محتسب لايدعو ربه عليهم ،وقد كان قادرا على ذلك،ألم يقل له جبريل عليه السلام لو شئت يارسول لأطبقت عليهم الأخشبين .كان اصحابه يجوعون ويعذبون ويحاصرون ويقتلون وهو صابر رحيم .اتسع قلبه ليتحمل كل الالام ومنها موت احبابه ومن يدعمونه ليبقى وحيدا يراد قتله غيلة ،فيوزع دمه بين القبائل . مئات ومئات من المعاجز أتى بها كي يزيل غشاوة الكفر والجحود عن أعينهم وقلوبهم ، فأحيا الموتى باذن الله وأبرأ الاكمه والابرض والمجاذيم ، وخاطبته الحيوانات والنباتات والاشجار ،وائمرت بأمره ،وسبح الحصا بيده ، وتحركت الجبال بأمره باذن الله، فما ازدادوا الا عتوا . فقال بعضهم لبعض: قد أعيانا أمرُ محمّد، فما ندري ما نقول فيه! فقال بعضهم: قوموا بنا جميعاً إليه نسأله أن يُريَنا آيةً من السّماء؛ فإنّ السّحر قد يكون في الأرض ولا يكون في السّماء. فقالو له :إن كنتَ صادقاً فشُقَّ لنا القمر فرقتين، فقال صلّى الله عليه وآله: إن فعلتُ تُؤمنون ؟ قالوا: نعم. فأشار إليه بإصبعه فانشَقّ شقّتين.وفي رواية: نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قُعَيقعان، وفي رواية: نصفٌ على الصفا ونصف على المَرْوَة، فقال صلّى الله عليه وآله: اشهَدوا، اشهدوا. وبقيَ قدرُ ما بين العصر إلى الليل، وينظر العتاة إليه ويقولون: هذا سِحْرٌ مستمرّ! فنزل قوله تعالى: "اقتربتِ الساعةُ وانشقّ القمر. وإن يَرَوا آيةً يُعْرِضُوا ويقولوا سحر مستمر ..." وقد قال الحبيب صلّى الله عليه وآله لعتاة المردة من قريش : إنّ الله ـ يا أبا جهل ـ إنّما دفع عنك العذاب؛ لعلمه بأنّه سيخرج من صُلبك ذريّة طيّبة، عِكرمة ابنك، وسَيلي من أمور المسلمين ما إن أطاع اللهَ فيه كان عند الله خليلاً، وإلاّ فالعذاب نازل عليك، وكذلك سائر قريش السّائلين لمّا سألوا من هذا، إنّما أُمهِلوا لأنّ الله عَلِم أنّ بعضهم سيُؤمن بمحمّد وينال به السّعادة، فهو لا يقطعه عن تلك السّعادة ولا يبخل بها عليه، أو مَن يُولَد منه مؤمن، فهو يُنظِر ( أي يُمْهِل ) أباه لإيصال ابنه إلى السّعادة، ولولا ذلك لنزل العذاب بكافّتكم، فانظْرْ نحو السّماء.فنظر أكنافَها.. فإذا أبوابها مفتّحة، وإذا النّيران نازلة منها مُسامِتةً لرؤوس القوم حتّى تدنوَ منهم، حتّى وجدوا حَرَّها بين أكتافهم، فارتعدت فرائصُ أبي جهل والجماعة! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا تَروعَنّكم؛ فإنّ الله لا يُهلككم بها، وإنّما أظهرَها عِبرةً.ثمّ نظروا.. وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوارٌ قابلتها ودفعتها ( أي دفعتِ النّيرانَ ) حتّى أعادَتها في السّماء كما جاءت منها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: بعض هذه الأنوار أنوارُ مَن قد عَلِم اللهُ أنّه سيُسعِده بالإيمان بي منكم مِن بعد، وبعضها أنوارٌ طيّبة سيخرج عن بعضكم ممّن لا يؤمن وهم مؤمنون. فكيف بعد تلك الرحمة المحضة المطلقة نصدق ان الدواعش وامثالهم انما هم يمثلون الاسلام ونبي الرحمة .