نبض الدار
http://omandaily.om/?p=295461
نظرة سريعة على الساحة العمانية تزودنا بمعطيات ان القطاع الاهلي المقتدر لم يسهم في تغطية مشروعات مهمة كان بالامكان ان يقوم بها خير قيام، مما كان سيساند القطاع الحكومي ، وكان سيغطي مجالات سهلة ومتيسرة استثمر فيها الوافد الاسيوي وكسب الملايين منها ومايزال . فالقطاع الغذائي اصبح بكامله بيد الوافد، تجارة التجزئة والجملة.ومايزال القطاع الاهلي المقتدر ينظر الى ذلك، وكأن الأمر لايعنيه من قريب او بعيد .وعندما ساهم البعض في تقديم بعض الخدمات كانت الخدمة تقدم كأدنى ماتكون والمربح أعلى مايكون ،وهناك عديد من الأمثلة على ذلك . بل كان البعض لأجل مصلحته الخاصة الضيقة كان يرفض مشاريع حكومية مهمة في منطقته مثل مشروع المليون نخلة او مشروع العبارات الوطنية . 
ان القطاع الاهلي هو قطاع عماني وطني والمجال مفتوح أمامه ، لذا ماتزال الفرصة في يده كي يدخل في مجال تجارة الاغذية بالتجزئة والجملة وقطاعات اخرى حتى يستعيد بعضا من الخير الذي يذهب للأجانب .
اننا بحاجة الى استثمار اجنبي ولكن ليس في القطاعات السهلة التي بمتناول اليد ، وانما في قطاعات تجلب التكنولوجيا والفنيات المهمة والخبرة الخارجية لبلدنا ،وليست في متناول المواطن اذا رغب بالاستثمار فيها ،مثل المستشفيات التخصصية الثالثية التي تجلب لنا احدث التقنيات الطبية، وترفد اطباءنا بالكثير من الخبرة بالاحتكاك بالاطباء الخارجيين الذين سيعملون هنا.  او الاستثمار في الصناعات الحديثة والفنيات التي من الصعب الحصول على تقنياتها بسهولة او باسعار مناسبة. 
ماتزال الفرصة سانحة للقطاع الاهلي لفتح شركات مساهمة في العديد من المجالات كبيع واستيراد  الغذاء وتصنيعه ،والزراعة، والبناء والمقاولات التي دخل الوافد  فيها بقوة كبيرة .
ان الحكومة بدورها مطالبة بان تسهل الإجراءات لهذا النوع من الشركات الاهلية المساهمة، وتذلل العقبات امامها ، وتيسير امورها ،فهي استثمار المواطنين البسطاء بما يملكون لخدمة وطنهم .ان تسهيل الاجراءات وتبسيطها لهذا النوع من الشركات المساهمة سيدفع مئات الالاف من المواطنين للمساهمة عن طيب خاطر. فهو في النهاية ليس تخصيص استثماري احتكاري لبعض الافراد، مما يثير حساسية البعض. 
لنتخيل كم عدد فرص العمل الحقيقة والمتنوعة التي ستتوفر للشباب عوضا عن بعض الفرص المحدودة والمحددة والصغيرة التي يوفرها الوافد الاسيوي لدى استثماره في هذه القطاعات، بينما يستدعي اعدادا مضاعفة من الاختصاصيين والفنيين من بني جلدته مقابل ذلك.
ترى هل من امل ان نرى ذلك قريبا ؟نعم اذا كنا نملك حس المواطنة العالي كي يبقى وطننا قويا مصونا وخيراته له ولأبنائه.