نبض الدار

http://omandaily.om/?p=310734


خرجت الصحف قبل أيام بخبر عن اجراء مزايدة على الاراضي المخصصة لانشاء محطات الوقود على الطريق السريع ..وهي حوالي ثماني محطات . وقد يأتي بعد عامين خبر فتح باب المزايدة على محطات طريق الباطنة الساحلي ،وغيره من الطرق المهمة جدا في السلطنة.
ان نظرة متفحصة تعطينا استنتاج انها فرصة مهمة لمساهمة المواطنين جميعا في الاستثمار في هذه المحطات عبر انشاء شركة اهلية تشتري هذه المحطات من الحكومة، وثم تطرح أسهما للمواطنين على السواء .وهي بإدارتها الاهلية ستوفر فرص استثمارية لعدد من اصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة . فقد اصبحت محطة الوقود مكانا مهما يجمع مكان تعبئة الوقود ومحلات تجارية تبيع الاغراض والبضائع العامة والخاصة والتراثية ، وموتيل ومطاعم ،وأيضاالعديد من الافكار المبتكرة التي نشاهدها في كثير من بلدان العالم ،وبها تحولت هذه المحطات الى تجمعات ومراكز سياحية مهمة جدا .سيشعر المواطن انه بمساهمته هذه يفيد ويستفيد ،يقدم خدمة راقية ويأخذ مقابلها ارباحه من مشروع ناجح  وآمن ومضمون مائة بالمائة.
اما ان تطرح للمزايدة ؛فان النتيجة معروفة سلفا ؛فهناك عدد من التجار يعدون على اصابع اليد الواحدة؛ قد احتكروا جميع محطات الوقود في مسقط ،وسيدخلون المزايدة بقوة،وسيفرضون سعرا ما ، وسياخذونها لتضيف الى رصيدهم رصيدا ،وهو مايشجع الاحتكار ويقويه . فالذي يصمد في هذه المزايدات بعض الاقوياء الذين فهموا اللعبة، واصبحت لديهم الخبرة اللازمة لأخذ المزايدة بسعر يناسبهم، وقد لايناسب الحكومة. 
ان الحكومة تريد البيع والاستفادة المالية، وهو حاصل اذا اشترت شركة اهلية مساهمة المحطات . بل ان الحكومة تستطيع ان تضع المحددات للشركة الاهلية من حيث اهمية مراعاة جوانب سياحة مهمة تدر دخلا لوزارة السياحة او شركة عمران 
او بلدية مسقط.
حسب المعرفة ان شركة عمران انشأت محطة "عابر " على طريق صور  كنموذج سياحي ناجح  ومتكامل يطبق بعد ذلك على بقية المحطات في الطريق السريع .فما الذي استجد كي تطرح هذه المحطات للمزايدة، لتدخل في جيب بعض المحتكرين الذين يسعون الى استثمار سهل ومأمون ومضمون مائة بالمائة،بينما يحجمون رغم قدراتهم المالية الكبيرة جدا عن مشاريع  مهمة تخدم الوطن، وتحرك الاقتصاد الوطني وتنشطه. وامام هذا الاحتكار لهذه الفرص المضمونة والمأمونة والسهلة يبقى جميع المواطنين محرومين منها؛  فلماذا يامعالي الوزير  ،ولمصلحة من ؟!