تقوم وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بتنفيذ مشاريع السدود في السلطنة بهدف تعزيز المخزون المائي والمحافظة عليه . وهناك ثلاثة انواع من السدود أولها سدود التغذية الجوفية، واخرى للتخزين السطحي للمياه لتستخدم في الاغراض المختلفة ،وثالثة سدود حماية للوقاية من فيضانات الاودية او أن يطغى مد البحر على الاراضي الزراعية والسكنية.
وكلما نزلت بركات الغيث لاحظنا الكميات المهولة من المياه التى تذهب الى البحر بدءا من قريات بمسقط والى آخر نقطة على ساحل الباطنة، ناهيك عما يذهب الى البحر من السواحل الشرقية.
ورغم تعدد سدود التغذية الجوفية مايزال ساحل الباطنة يشهد الملوحة وازديادها . وماتزال احلى الاراضي الزراعية تباع في الشرقية بسعر رخيص بسبب جفاف الافلاج، وانخفاض المخزون الجوفي رغم هطول كميات من الامطار جيدة اذا عالجها السد بطريقة سليمة . ان هذا يجعلنا نذهب فعلا مع المقولة العلمية التي تقول ان سدود التغذية الجوفية لاتعمل بسبب الطبقة الطينية التي تترسب في الاسفل، فتمنع تسرب المياه الى باطن الارض ،وماهي الا ايام حتى تتبخر المياة بفعل حرارة الشمس المرتفعة. وان السدود الجوفية في حاجة الى معالجات خاصة مثل حفر فتحات كبيرة بداخلها بطريقة وآليات معينة كي تتسرب المياه الى الباطن بسهولة ويسر .ان هذا كله في حاجة الى تأكيد من الجهات المعنية بان سدود التغذية الجوفية تعمل وتفيد بفعالية،وان نعرف مدى فعاليتها بالارقام ،فلا يوجد افضل من الارقام والاحصائيات في بيان التقدم المتحقق .فليست نهاية القصة في بناء السد وصيانته الدورية، وانما هي بداية القصة لنعرف مدى دوره الحقيقي في التغذية الجوفية كل عام. ومن جانب آخر هناك المزيد من الأودية التي تذهب مياهها الى البحر ليس فقط في مواسم الامطار وانما في الايام العادية، بعضها في مسقط واخرى في ساحل الباطنة وان كان المنسوب اقل بكثير، لكنه دائم على مدار أيام السنة ،كميات من المياه تجري على مدار السنة ونخوض فيها بعرباتنا رواحا وجيئة ونحن نتأسف على الهدر.
يبدو ان سدود التخزين السطحي هي الأكثر فعالية وأهمية ،وخاصة في تضاريسنا الجبلية ،لكن ان تكون في الأعالي، وكبيرة جدا بحيث تستوعب كميات من  المياة كبيرة جدا تستفيد منها مناطق سكنية واسعة وأراض زراعية بشبكة من التمديدات. وهذا التخزين السطحي يمكن ان يستفاد منه في تغذية الافلاج وتوليد الكهرباء للاغراض المنزلية والاغراض الصناعية.
مع أخدود الهمايل اللطيف الجميل اكتشفنا مدى كميات المياه التي تذهب رأسا الى البحر بدون استفادة. ومدى تعرض المنازل في مناطق عديدة الى غضب فيضانات الاودية بسبب النقص في سدود الحماية التي تحمي التجمعات السكنية.
أثناء الانواء المناخية جونو في العام 2006 كان هناك حديث واضح من قبل مختصي الارصاد العالمية بأن السلطنة ستشهد تغيرا في الأنواء
والمناخ وهطول الغيث وكمياته. ويبدو بعد عشر سنوات صحة هذا الحديث ،لكن الخطط المعلنة والطموحة ماتزال تسير بخطى السلحفاة.