نبض الدار
http://2016.omandaily.om/?p=373011

يعرف الاعلام التقليدي انه الاعلام المرتبط بالصحافة المنشورة والتلفزيون والاذاعة، وهو مادرجنا عليه وتعودناه قبل ظهور الاعلام التفاعلي او غير التقليدي او وسائل التواصل الاجتماعي كالاعلام الالكتروني التفاعلي والفيسبوك وتويتر والواتساب وغيره.
وقد كسر الاعلام التفاعلي الكثير من تابوهات الاعلام التقليدي ؛ فاصبح الخبر يصل في وقته بدل انتظار صدور الصحيفة او مواقيت نشرات الاخبار في التلفزيون والاذاعة. واصبحت الاخبار تصل كما هي بدون رتوش او قطع أو بتر . وصار بالامكان الرد والتفاعل مع الخبر في حينه. والاهم؛ لم تعد الحقائق خافية  ، فلم يعد بامكان أعتى وكالات الأنباء والصحف والتلفزة إظهار ماتريد اظهاره او اخفاء ماتريد اخفاؤه عن جمهور المتابعين. بل خطا الاعلام التفاعلي خطوة اكبر عندما يقوم بالسرعة الفائقة التي ينشر بها الخبر يقوم بنشر التحليلات المختلفة حول الخبر ، فنقرأ في هذه الوسائل آلالاف الأطياف من التحليلات الخبرية . فقط علينا القراءة والتمعن والاختيار بما يتناسب مع الحقيقة والحقائق، وهكذا لم يعد سرا ماكان سرا قبل عقد او عقدين من الزمان.
أصبح العالم بعد هذه الثورة للاعلام التواصلي منقسما الى معسكرين ؛ معسكر مايزال الاعلام التقليدي فيه هو الاهم  بسبب التفاف الناس حوله ، لانه كان ومايزال اعلاما شفافا واضحا يتناغم مع حرية الصحافة والاعلام ودولة المؤسسات والقانون. واعلام تقليدي لم يعد احد يهتم به او يلقي اليه بالا من قريب او بعيد ، فاصبح جمهوره بمنأى عنه وعن تصديقه اوالاهتمام به ، وذلك بسبب فقدان الشفافية والوضوح والابتعاد عن حرية الصحافة والاعلام . 
للاسف اعلام عالمنا العربي أصبح في معظمه  ينحو النحو الثاني الا القليل ، ففقد ثقة  مواطنيه الى غير رجعة. وهو مايصنع الافتراق بين الناس واعلامها رغم صرف الملايين على تطوير الاعلام التقليدي واللهاث وراء كل تقنية جديدة. والامر لايتوقف عند هذا الحد ، فالنقمة التي تتشكل في داخل نفوس الناس من هكذا اعلام كسيح وغير صادق هو مايخيف ، ويشكل ثلمة اجتماعية كبيرة في دول تسعى الى تكون دول مؤسسات وقانون كحقيقة تقف على قدمين .
ترى اين نحن في عماننا من هذين المعسكرين ؟ وهل اعلامنا التقليدي بخير وعافية ؟ ام غير ذلك ؟ واذا كان غير ذلك فلماذا وكيف ؟ اعتقد اننا نستطيع الاجابة على هذا السؤال ببعض الاستطلاع والاستقصاء والبحث . ويستطيع المركز الوطني للاحصاء والمعلومات القيام بالأمر لمعرفة حقيقة اين نقف فعلا ؟ فالاجابة على هذا السؤال جديرة بالاهتمام حتى لايفقد الاعلام التقليدي جمهوره وثقته الغالية.
ان جيل الشباب عادة  اكثر انجذابا لوسائل التواصل الاجتماعي مما يضيف عبئا اضافيا لكسب شريحة الشباب والشبيبة وعدم فقدانهم، فغالبية السكان في بلدنا من هذه الشريحة.
ان الاعلام هو السلطة الرابعة لقدرته الفذة على تنقية المجتمع من عوامل الفساد والترهل والنقص وكشفها وعلاجها قبل استفحال المرض .لكن اذا مرض الاعلام التقليدي او وهن او اصبح رهينة لبعض اصحاب المصالح  او وقع تحت الضغوط ؛فلا شك ان لذلك نتائج وخيمة على المجتمعات والاوطان، وتقدمها وتطورها في مسار صحي وسليم.