نبض الدار
http://2016.omandaily.om/?p=387000
 ان انطلاق حافلات النقل العام الجديدة كان مهما جدا ، وقد أثبتت فاعليتها منذ اول يوم، وان استمرار فتح الخطوط لتشمل جميع المناطق سيخفف من الازدحام المروري الحاصل.
لكن يحجم البعض عن استخدام حافلات النقل العام بسبب بعد مساكنهم عن مسارها. وفي جو حار وقائظ وقاسي مثل اجوائنا من الصعب ان يمشي الانسان من الشارع العام حيث محطة الحافلة الى مسكنه الذي قد يبعد ربع ساعة سيرا على الاقدام .
وتبقى التاكسيات الخاصة مرتفعة السعر ، حيث يصر الكثير منهم على أخذ ريالين على الاقل لهذه المسافة القصيرة.
وهناك حل آخر تتبعه دول عديدة ، وهو ان يتحول اصحاب تاكسي النفر - وهو تاكسي رخيص-من العمل على خطوط حافلات النقل العام الى العمل على الخطوط الداخلية للمناطق السكنية ، فتقوم نهارا بالتوصيل المستمر من مواقف حافلات النقل العام الى الاحياء السكنية الداخلية، مما يخفف التكلفة على الفرد ، ويزيد من رواد ومستخدمي النقل العام من العمانيين والمقيمين على السواء ، وحصول التكامل في عملية النقل بدل التنافس الحاصل الآن  ، وتصبح شبكة النقل مشجعة للتنقل المريح ، وفي الليل عندما تتوقف خطوط الحافلات العامة تقوم تاكسيات النفر باللازم على الخطين معا،  وهي تجربة ناجحة جدا في العديد من دول العالم .وهناك مواقف خاصة بين الاحياء السكنية وضعت كمحطات لتاكسيات النفر ، فيتجمع الناس من بيوتهم القريبة فيها ، ولا تكاد تمر 10 دقائق الا واحدى تاكسيات النفر تكون متوقفة لحمل الركاب الى موقف الحافلة ، وعادة يكون تاكسي النفر مركبة صالون فسيحة او ميني باص لإثني عشر راكبا كي تتسع لعدد اكبر حسب كثافة الاستخدام في الحي السكني.
وتتوافق تواقيت هذه التاكسيات مع تواقيت حافلات النقل العام ، فلا يكاد الانسان يترجل منها الا ويصعد بعد دقائق حافلة النقل العام.
ان هذا التناغم والتكامل يقلل من استخدام الناس لمركباتهم الخاصة لدى الدوام اليومي او توجه الطلاب الى كلياتهم، او قضاء مهمات في الدوائر والادرات الحكومية ، فمحطات وقوف تاكسي النفر قريبة جدا منها او مجاورة لها.
ولايكاد الانسان يشعر بحرارة الجو وهو ينتقل  بين الحافلة وتاكسي النفر الى ان يصل الى مقصده ، ويتعود بعد فترة على خط سيره هذا بأوقات مناسبة له  . 
ان ثقافة النقل العام ترسخت في الكثير من بلدان العالم بسبب الاهتمام بهذه التفاصيل التي لاتدع مجالا للانسان للاختيار والمفاضلة بين مركبته والنقل العام ، فالنقل العام يحوز على الأفضلية بسبب الخدمة المتكاملة التي يقدمها ، وقد سعت بعض الدول التي تشهد ازدحاما مروريا كبيرا الى وضع خطوط سريعة لحافلات النقل العام بحيث لاتعلق في الزحام مهما كان شديدا ، فيصل الانسان الى غايته ومقصده بأسرع مايمكن وأرخص مايمكن.