نبض الدار
http://2016.omandaily.om/?p=388608
قبرص جزيرة سياحية من الطراز الرفيع ، يزورها الناس للسياحة . ويدري الناس عن قبرص التركية التي تتاخم قبرص اليونانية، تفصل بينهما حدود دولية وقوات الامم المتحدة بعد حرب العام 74. وللحرب أسباب منطقية ومعروفة ومقنعة لدى القبارصة في قبرص التركية او الشمالية.
عاصمة قبرص الشمالية لفكوشا ، وفيها مدن جميلة جدا مثل غيرنة او كرينيا على الساحل الشمالي للجزيرة ، وتفوق غيرنة جمالا مدنا ساحلية كثيرة مثل طنجة على الساحل المغربي او ماربيلا على الساحل الاسباني. قبرص الشمالية لاتحتاج تأشيرة دخول للزائرين والسياح، ويستطيع اي انسان التملك فيها بسهولة ، فبمجرد ان يشتري العقار ، ويسجله باسمه يصبح من حقه الاقامة في البلد.
اتجهت قبرص الشمالية او التركية الى السياحة بقوة مثل جارتها قبرص اليونانية، وخاصة ان الجو الجميل والتضاريس بين الجبل والساحل تجعلها متفوقة على الاخرى سياحيا ، ويمتلك الأجانب فيها الشاليهات والفنادق والشقق بكثرة .
الا انها اتجهت منذ زمن منحى ثانيا بقوة كبيرة للمزيد من تدفق العملة وتنشيط الاقتصاد ، حيث يبدو ان كل قوة السياحة لم تحقق لها الهدف المرجو ، فاتجهت الى الاهتمام بالتعليم الجامعي ومابعد الجامعي للطلاب الأجانب من أرجاء العالم الاربع، وبالفعل نجحت ، فاذا كانت غيرنة الساحلية عاصمة السياحة ، فإن العاصمة لفكوشا أصبحت عاصمة الطلاب من أنحاء العالم ، فنشهد فيها طلابا من جميع الجنسيات العربية وغير العربية ،وفي جميع التخصصات وخاصة التخصصات العلمية. وفيها صروح جامعية ضخمة جدا معترف بها عالميا ، وتشمل هذه الصروح الكليات الضخمة والسكنات الطلابية وسكنات الاهل وشبكات المواصلات التي تمتد في البلاد ليستقلها الطلاب الساكنين في أية بقعة من البلاد ، وتشمل المطاعم والمرافق وكل مايحتاجه الطالب الأجنبي . اما مكاتب التسجيل والالتحاق فيتحدث فيها المسجلون بلغات مختلفة تتناسب وبلد كل طالب ، فالطلاب العرب مثلا يتحدث معهم موظفون عرب ، وهكذا بقية الجنسيات.
ويبدو من عدد الطلاب الاجانب الكبير ، انها نجحت بأن ترفد اقتصادها بمصدر اكثر قوة وفاعلية ، فعملية البيع والشراء والاستئجار للشقق السكنية والمساكن لاتوقف بسبب عدد الطلاب الكبير فيها ، والكثير من الأسر العربية قد تحولت بأكملها الى البلد لتعيش مع ابنائها الدارسين مثل الأسر السورية والاردنية و الليبيية او النيجيرية. فالبلد جميلة وفيها اقصى درجات الأمان للعيش . وكذلك فإن المخصصات الدراسية المالية اقل عنها في الدول الاوروبية.
وانت تتجول في البلد تشعر بأنها مدينة العلم ، فالطلبة الأجانب في كل مكان ، ويعاملون باحترام وتقدير كبيرين ، ومن حقهم الحصول على التخفيضات على أية سلعة في أي محل بمجرد ابراز بطاقة طالب لدى ركن البيع . وعلى مستوى الاتصالات والشبكة العنكبوتية ، هناك حزم خاصة رخيصة جدا للاتصال المحلي والدولي واستخدام الشبكة للطلاب .
ان حركة الطلاب الأجانب فيها تنشط تجاريا كل شئ ، فتتدفق العملة ، ولاتستفيد الجامعة فقط بل البلد بأكمله ، فالطالب وأسرته يعيشون ويتحركون ويروحون ويجيئون ، وكل هذا ينشط اقتصاد البلد.
ويبدو ان قبرص الشمالية عرفت ان خيار العلم هو الافضل لاقتصادها وسمعتها الدولية وكسر طوق الحصار والعزلة، فأخذ القطاع العام والخاص يستثمران بقوة في المباني الجامعية والصروح العلمية التي يندهش الانسان من جمالها وتكاملها وسعتها ، ويتشابه بعضها وجامعة السلطان قابوس من حيث الجمال والسعة والخدمات ، الى جانب حيازتها الاحترام العلمي العالمي ، فأصبحت المستشفيات الجامعية محطا للعلاج والاستشفاء العالمي ، بسبب سمعتها الطبية الراقية ، وهذا يفتح بابا آخر لتدفق الناس للعلاج ، وتدفق المال الى البلد.
ونكتشف ان السياحة قد لاتكون الخيار الافضل لتنشيط الاقتصاد بقوة في عواصم السياحة نفسها، قدر ماتكون هناك خيارات اخرى اكثر قوة وتنشيطا وفاعلية.
http://2016.omandaily.om/?p=388608
قبرص جزيرة سياحية من الطراز الرفيع ، يزورها الناس للسياحة . ويدري الناس عن قبرص التركية التي تتاخم قبرص اليونانية، تفصل بينهما حدود دولية وقوات الامم المتحدة بعد حرب العام 74. وللحرب أسباب منطقية ومعروفة ومقنعة لدى القبارصة في قبرص التركية او الشمالية.
عاصمة قبرص الشمالية لفكوشا ، وفيها مدن جميلة جدا مثل غيرنة او كرينيا على الساحل الشمالي للجزيرة ، وتفوق غيرنة جمالا مدنا ساحلية كثيرة مثل طنجة على الساحل المغربي او ماربيلا على الساحل الاسباني. قبرص الشمالية لاتحتاج تأشيرة دخول للزائرين والسياح، ويستطيع اي انسان التملك فيها بسهولة ، فبمجرد ان يشتري العقار ، ويسجله باسمه يصبح من حقه الاقامة في البلد.
اتجهت قبرص الشمالية او التركية الى السياحة بقوة مثل جارتها قبرص اليونانية، وخاصة ان الجو الجميل والتضاريس بين الجبل والساحل تجعلها متفوقة على الاخرى سياحيا ، ويمتلك الأجانب فيها الشاليهات والفنادق والشقق بكثرة .
الا انها اتجهت منذ زمن منحى ثانيا بقوة كبيرة للمزيد من تدفق العملة وتنشيط الاقتصاد ، حيث يبدو ان كل قوة السياحة لم تحقق لها الهدف المرجو ، فاتجهت الى الاهتمام بالتعليم الجامعي ومابعد الجامعي للطلاب الأجانب من أرجاء العالم الاربع، وبالفعل نجحت ، فاذا كانت غيرنة الساحلية عاصمة السياحة ، فإن العاصمة لفكوشا أصبحت عاصمة الطلاب من أنحاء العالم ، فنشهد فيها طلابا من جميع الجنسيات العربية وغير العربية ،وفي جميع التخصصات وخاصة التخصصات العلمية. وفيها صروح جامعية ضخمة جدا معترف بها عالميا ، وتشمل هذه الصروح الكليات الضخمة والسكنات الطلابية وسكنات الاهل وشبكات المواصلات التي تمتد في البلاد ليستقلها الطلاب الساكنين في أية بقعة من البلاد ، وتشمل المطاعم والمرافق وكل مايحتاجه الطالب الأجنبي . اما مكاتب التسجيل والالتحاق فيتحدث فيها المسجلون بلغات مختلفة تتناسب وبلد كل طالب ، فالطلاب العرب مثلا يتحدث معهم موظفون عرب ، وهكذا بقية الجنسيات.
ويبدو من عدد الطلاب الاجانب الكبير ، انها نجحت بأن ترفد اقتصادها بمصدر اكثر قوة وفاعلية ، فعملية البيع والشراء والاستئجار للشقق السكنية والمساكن لاتوقف بسبب عدد الطلاب الكبير فيها ، والكثير من الأسر العربية قد تحولت بأكملها الى البلد لتعيش مع ابنائها الدارسين مثل الأسر السورية والاردنية و الليبيية او النيجيرية. فالبلد جميلة وفيها اقصى درجات الأمان للعيش . وكذلك فإن المخصصات الدراسية المالية اقل عنها في الدول الاوروبية.
وانت تتجول في البلد تشعر بأنها مدينة العلم ، فالطلبة الأجانب في كل مكان ، ويعاملون باحترام وتقدير كبيرين ، ومن حقهم الحصول على التخفيضات على أية سلعة في أي محل بمجرد ابراز بطاقة طالب لدى ركن البيع . وعلى مستوى الاتصالات والشبكة العنكبوتية ، هناك حزم خاصة رخيصة جدا للاتصال المحلي والدولي واستخدام الشبكة للطلاب .
ان حركة الطلاب الأجانب فيها تنشط تجاريا كل شئ ، فتتدفق العملة ، ولاتستفيد الجامعة فقط بل البلد بأكمله ، فالطالب وأسرته يعيشون ويتحركون ويروحون ويجيئون ، وكل هذا ينشط اقتصاد البلد.
ويبدو ان قبرص الشمالية عرفت ان خيار العلم هو الافضل لاقتصادها وسمعتها الدولية وكسر طوق الحصار والعزلة، فأخذ القطاع العام والخاص يستثمران بقوة في المباني الجامعية والصروح العلمية التي يندهش الانسان من جمالها وتكاملها وسعتها ، ويتشابه بعضها وجامعة السلطان قابوس من حيث الجمال والسعة والخدمات ، الى جانب حيازتها الاحترام العلمي العالمي ، فأصبحت المستشفيات الجامعية محطا للعلاج والاستشفاء العالمي ، بسبب سمعتها الطبية الراقية ، وهذا يفتح بابا آخر لتدفق الناس للعلاج ، وتدفق المال الى البلد.
ونكتشف ان السياحة قد لاتكون الخيار الافضل لتنشيط الاقتصاد بقوة في عواصم السياحة نفسها، قدر ماتكون هناك خيارات اخرى اكثر قوة وتنشيطا وفاعلية.
0 تعليقات