https://www.wa-gulf.com/articles/909540
نشر في مجلة وهج الخليج الالكترونية


اكد مجلس الشورى على الحفاظ على المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمواطن. وقد سمعنا هذا التأكيد من جهات حكومية عديدة وكثيرة. كلام يثلج الصدر،  ويوحي بأنه لامساس بالمستوى المعيشي للمواطن خلال أزمة أسعار النفط التي تمر بها دول الخليج.
لكن المقالات السلبية الكثيرة تملأ الصحف وتنبي بسيناريوهات يطالب بها صندوق النقد الدولي، كوصفة سحرية ستخلصنا مما نحن فيه ، ويذكر اسم صندوق النقد الدولي بالكثير من التقديس والتبجيل لنصائحه العظيمة جدا !!وذلك بفرض ضريبة القيمة المضافة، ورفع الدعم عن المحروقات ورفع الدعم عن الكهرباء والماء وغيره، وخفض الإنفاق على الأجور. وقد تم تطبيق رفع الدعم عن المحروقات وتمت المساواة في رفع الدعم بين المواطن والوافد الذي يحظى بفرص عمل كبيرة ورواتب عالية في القطاع الخاص والشركات الحكومية. ان رفع اي نوع من الدعم يمس المواطن ومعيشته اليومية، فهو يزيد العبء المالي عليه ، ويزيد من التزاماته المالية . وقد تبع رفع الدعم زيادة رسوم بعض الخدمات ،وزيادة قيمة الغرامات والمخالفات المرورية والبلدية، وهي تزيد عبئا آخر على المواطن. 
وتبدو الصورة غائمة مع التصريحات التي تؤكد لامساس بالمستوى المعيشي للمواطن ، مع الاستمرار في اجراءات زيادة رسوم الخدمات التي تتم بهدوء ، ونعرفها لدى ذهابنا لتسجيل الخدمة . 
ويأتي السؤال الطبيعي  :كم تحقق من توفير بعد رفع الدعم عن المحروقات ، فقد كان يقال قبل رفع الدعم حوالي مليار ريال ، والآن يقول بعض المسؤولين رفع الدعم عن المحروقات لم يكن ذا عائد مجد !!
ويرتفع الهمس؛ لذا يتم البحث عن رفع الدعم عن الكهرباء والماء . 
وكم تحقق من زيادة رسوم الخدمات ؟ أيضا لاجواب . 
يبدو ان  اعضاء مجلس الشورى يفضلون السكوت وعدم الافصاح،  والتصويت على سرية الجلسات غير راغبين بمشاركة الناخب  الذي أتى بهم الى قبة البرلمان . 
ان عدم الوضوح والضبابية لاتعمل إلا على تراكم الشكوك لدى الناخب  . وعبارة لامساس بمستوى معيشة المواطن لاتضيف شيئا كثيرا لتأصيل التطمين في النفوس ، فتبقى العبارة مرنة ومطاطة ، ولايعرف المقصود منها . ففي الارقام وذكرها وسردها راحة كبيرة ، وتفكير بصوت عال مع الناخب للوصول الى الحلول المرضية، وتخطي الأزمة المالية وبرضا الجميع ومشاركتهم الحقيقية ودعمهم  . أما وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فقد أغرقت مجتمعات كثيرة ، وهي وصفات تؤدي في نهاية المطاف  الى القضاء على الطبقات المتوسطة التي تعتبر ضمانا لصحة أي مجتمع ووطن  .  هي أزمة ستمر ، لكن الهدف المؤكد أن تمر بأقل الخسائر على المواطن والوطن ، وهو مانتفق عليه جميعا ونسعى للعمل له ، لذا فلا معنى للضبابية وعدم الوضوح ؟!!