نبض الدار
http://omandaily.om/?p=425536

مع تحسن الجو في مسقط ، بدأ وفود السياح عبر البواخر وغيرها ، وامتلأ الشارع البحري بمجاميع السياح التي تتمشى على شاطئ البحر الى كلبوه ومسقط بينما تتمتع بالنسمات الطيبة والهواء العليل .
ولاتنسى ان تدخل سوق مطرح حيث الباعة الآسيويين ينتظرونهم بأحر من الجمر ، وكذلك أصحاب التاكسيات . وكم كنا نتضايق عندما كان سائح ما يقع ضحية بائع آسيوي جشع ، او سائق تاكسي يأخذ أضعاف سعر التوصيلة.
لكن يبدو ان هناك توعية للسياح حول النقطتين عند وصولهم للبلد  ، فلم يعد السياح يدفعون مايريده البائع المغالي بل يدخلون في جدال معه حول السعر . وكذلك اصبحنا نلاحظ اعراضهم عن أصحاب التاكسيات المغالين في أسعارهم .
ان يعرف السائح المعلومات المناسبة حتى لايقع عرضة للغش ، فذلك جزء من حقوقه كسائح نكرمه ونحترمه في بلدنا ، ولانرضى له الا مانرضاه لأنفسنا.
وكما للسائح حقوقا فللبلد الذي يستضيفه حقوقا ايضا ، وذلك حتى تستقيم الامور  ويعتدل الميزان ، لكننا نلاحظ ان أغلب السياح يتصرفون بدون أخذ حقوق البلد في الحسبان ، فنلاحظ استخدامهم للكاميرات لتصوير العوائل والنساء في سوق مطرح او غيره من الاماكن دون الاستئذان ممن يصورنهم ، وغالبا يصورنهم على غفلة منهن ، فلا تكاد المرأة تلتفت الا وقد تم تصويرها ، واحيانا توجه كاميراتهم بطريقة لاتلحظ بها المرأة انه يتم تصويرها الا بعد فوات الاوان ، فتشعر بالحرج ، هل تذهب اليه وتتشاجر معه كي يمسح الصور ام تسكت على مضض.  مايجب ان يعرفه السائح ان ذلك مناف للآداب العامة ، فعليه الاستئذان قبل التصوير وخاصة النساء والعوائل .
اما النقطة الأخرى فهي مايتصل بإتيانهم حركات عاطفية مع نسائهم وسط السوق والناس ، وكأننا امام فيلم هوليودي عاطفي جدا وليس في سوق عام ، ولاندري ماقيمة هذا التمثيل العاطفي في سوق عام لمجتمع محافظ لايستسيغ هذا النوع من الحركات المبالغ فيها ،والتي تشعر الناس بان المكان غرفة نوم خاصة وليس سوقا عاما له آدابه وقواعده.
وهناك نقطة ثالثة تحدثت فيها سابقا ، وهي اللباس غير المحتشم جدا الذي ترتديه بعض السائحات فلا تدري انك في ملهى ليلي للعري أم سوق عام .
ان تعريف السائح بحقوق البلد والمجتمع الذي يزوره يزيده احتراما للمكان والبلد والمجتمع واهله ، والسياح الغربيون يعون جيدا انه بمقابل حقوقهم هناك حقوقا للآخرين يجب ان يحترموها ويحافظوا عليها. ولا اعتقد ان توعيتهم بذلك سيقلل من عددهم في بلدنا ، فهناك سياح غربيون هم أنفسهم يسألون المعنيين عن وجود قواعد معينة يجب ان يحترموها لدي نزولهم الى الميناء او المطار .
لكن لاندري ماهي فكرة بعض المسؤولين في تعريف السائح بحقوقه دون ان يتم تعريفه بحقوق البلد الذي نزل ضيفا عليها ، وهل الهدف اظهار البلد بمظهر عصري !! وهل العصرية تتحقق بهذه المظاهر غير اللائقة ؟ ام أن الكرم يتحقق بأن يفعل السائح مايشاء .عن نفسي لا استطيع الفهم ، لأننا عندما نسافر الى بلدان العالم شرقه وعلى الاخص غربه للسياحة،  فإن هناك قواعد يطالبوننا باحترامها وعدم تجاوزها رغم  عدم قناعتنا في كثير من  الأحيان بها، لكننا نحترمها كحق من حقوق ذلك البلد علينا.