نبض الدار

http://omandaily.om/?p=452335
في لقاء مع الرئيس التنفيذي للشركة  العمانية للاستثمار الغذائي القابضة في مجلس الخنجي يوم السبت الماضي ، كان حديثه حول الاستثمار في مجال الأمن الغذائي بإنشاء الصناعات الغذائية . وذكر كيف تحولت النظرة الى المشاريع الغذائية من مشاريع ذات مخاطر كبيرة الى مشاريع تحقق افضل الارباح وأحسنها ، فتغيرت بذلك نظرة البنوك لتمويل هذه المشاريع ، وجعلتها في أعلى القائمة التمويل  . وكذلك دورها في  نشر التنمية في محافظات السلطنة وعدم تركزها في مسقط . وقدرة هذه المشاريع على استيعاب عدد كبير من العمالة العمانية المتخصصة والماهرة بسبب فرص العمل الكثيرة التي توفرها ، ناهيك عن توفيرها الأمن الغذائي للوطن . 
كان حماسه كبيرا وهو يذكر ان عمان بسبب تنوع البيئات فيها وتنوع المشاريع الغذائية فيها قد تتحول الى مركز للصناعات الغذائية سواء على المستوى الدولي او المناطقي على أقل تقدير.
كلام يثلج الصدر ، ويذكرنا ببيت الشعر :"فما الحب الا للحبيب الاول " فالشركة القابضة تثبت مع سنواتها القليلة صحة وقوة هذا الخيار ، خيار عمان التاريخي ، بعد ان ابتعدنا عن الارض وخيراتها ، ومايتصل بها من تربية الحيوان الداجن والماشية.
لاأدري لماذا تأخرنا كثيرا  رغم ان غرفة تجارة وصناعة عمان قد تبنت فكرة الاستثمار في مجال الامن الغذائي منذ سنوات ، ربما راوحنا مكاننا ونحن نسمع اصرار بعض الخبراء الاجانب بعدم جدوى هذا الخيار بسبب شح المياه وغيره!
أمامنا مجال قوي وواعد ومربح للمواطن والوطن ، ولن يعمل خريجو كليات الزراعة في مجال غير الذي درسوه اذا انفتح هذا المسار بقوة ، وأمامنا طريق طويل لتحقيق الأمن الغذائي، فما تحقق الى الآن لايتجاوز نسبا محدودة في مجال اللحوم البيضاء والحمراء والاعلاف وغيرها .
ترى كم عماني لديه رأسمال ويستطيع الاستثمار في هذا المجال ؟ وكم شركة أهلية مساهمة يمكن ان تنطلق فيه وتحقق أرباحا جيدة؟ 
كل مانحتاجه هو الثقة بان القطاعات التقليدية التي أهملناها لسنوات مايزال الخير الكبير فيها . واننا بجغرافية السلطنة المتنوعة ومناخها ،نستطيع تحقيق الكثير من مشاريع الأمن الغذائي لنا ولجيراننا أيضا .