نبض الدار
جلايدة عمان / نشر في 6 يونيو

tahiraallawati@gmail.com 

كم نحن ممتنون لسياستنا الخارجية التي أرساها جلالة السلطان حفظه الله وأبقاه ، منذ بداية عهده الميمون . فتحنا أعيننا على هذه الخطوط العريضة التي اتسمت بعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد ، وعدم تدخل أحد في شأننا الداخلي . عندما نلتفت حولنا اليوم يمنة ويسرة ، نرى ويلات تدخل بعض الدول في شؤون بعضها ، فنشهد نزيف الدماء الرهيب ، وهجرة الملايين ،  ودمار مكتسبات التنمية وتبددها ، تلك التنمية التي صرفت عليها الاموال والجهود ، لتعود تلك الدول سنوات طويلة الى الوراء . التدخل الذي أنهك بلادا عربية ، وقضى او يكاد على كل مكامن قوتها واقتدارها كدول ذات سيادة.
من كان يظن ان عبارة عدم التدخل في الشأن الداخلي للغير ، والتي أطلقها جلالته ، وكانت ثيمة ذهبية في خطاباته ، جنبت وطننا الكثير والمهول من الويلات . وان التقيد بالشق الثاني من عبارة جلالته الذهبية ،وهي رفض تدخل الاخرين في شؤوننا هو مايقفل الدائرة المنطقية عقلا وعرفا وقانونا وشرعا انسانيا وبشريا للحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته البشرية والتنموية. 
نقطة اخرى تمسكت بها سياستنا الخارجية ، استلهاما بارشادات جلالته وتوجيهه ، وهي العمل على إطفاء الحرائق الخارجية حولنا ، والقضاء على اسبابها الصغيرة والكبيرة ، عمل حقيقي وجاد ودؤوب ومخلص ، تحركه نوازع الخير المحظ ،والنفس العمانية الكبيرة ذات الهمة العالية التي تسمو فوق الصغائر ، وتقابل الاساءة بالصفح ،  اليد الممدودة دوما لفعل الخير .
ان سياسة جلالته حفظه الله آمنت وعملت على تهيئة اسباب الامان ليس فقط للسلطنة ولنا كمواطنين ، وانما لكل الجوار الشقيق والصديق ، بل مع العالم بأكمله.
كم نحن ممتنون لسياسته جلالته الحكيمة هذه ، فقد جنب السلطنة  كل مانشهده اليوم من صفحات دامية وخطيرة لصراع الاشقاء وغير الاشقاء .