نبض الدار
جريدة عمان 10 / 10 /2017

tahiraallawati@gmail.com 

هكذا تعودنا من جلالة السلطان- حفظه الله وأبقاه- الاستجابة لنبض مواطنيه وشعبه، وهذا واحد من الأسباب الكبيرة للحب والمودة الحقيقية بينه حفظه الله ورعاه ،  وبين شعبه وفي أسمى واجمل صوره .
وقد نزلت اخبار  التعيين لخمسة وعشرين ألفا من الشباب في القطاعين العام والخاص بردا وسلاما على نفوس الشباب الباحثين عن العمل، بعد الشعور باليأس والقنوط.
لقد قابلت عددا من الشباب الطموحين الباحثين عن العمل ، وكنت اقترح عليهم الاستفادة من تسهيلات رفد ، وخوض مضمار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وكان الرفض لدى بعضهم قويا وكبيرا ، وكانت الأسباب،  ان هناك محددات عديدة يطلبها صندوق رفد ، مما يشعرهم بالصعوبة في متابعة الاجراءات العديدة ، وأنه ليس سهلا الاستعانة بالصندوق للمحددات الكثيرة ، ومنها صعوبة قبول وإقرار المشاريع المقدمة. 
ويتمثل السبب الثاني في الإعاقات الموجودة في سوق العمل ، فليس كل شاب قادر على ابتكار مجال عمل جديد لاوجود فيه لمنافسة الوافد المنغمس في التجارة المستترة . فعادة تجارة البيع والشراء للاساسيات والكماليات هي المجال  الذي يجيده اغلب الشباب ، وهي المجال الأوسع للخير والرزق الواسع.
يبدو اننا في حاجة إلى التماس العذر لهؤلاء الشباب ، ورغبتهم في عمل مكتبي حكومي او في شركة خاصة . فالطموح موجود ، لكن العوائق كثيرة وعديدة في المجالات المألوفة للعمل في السوق ، ومع بقاء العوائق وعدم التصدي لها او معالجتها ستزداد وتترسخ، فأسلوب التوأمة والتشبيك الذي  يستخدمه الوافد في السوق مع رفقائه هي مايجعل تأثيره قويا على السوق ، وتجعل السوق عصيا على الشباب الذين يدخلون اليه بحماس كبير ، فالعوائق تطفئ الحماس والرغبة معا . فلنرى كم عائق اصبح في السوق بعد دخول الهايبرات الضخمة، فقد انتهت تجارة البقالة لدى الشباب العمانيين ، فلم يستطيعوا الصمود مع شروط الهايبرات سواء للبيع بالجملة او المفرق لمعظم انواع البقالة ، بل امتد الامر الى تجارة الأحذية والحقائب والحلويات وأغراض السفر ولوازم البيوت من اثاث وسجاد وستائر. والجوالات والإلكترونيات والكهربائيات،  وألعاب الأطفال،  واللباس بانواعه لكافة الاعمار، وكل ما يخطر على البال والخاطر.  فاختفت البقالات العمانية ، وستختفي محلات عمانية كثيرة صغيرة تبيع انواع البضائع بالمفرق، فقد أصبحوا يواجهون صعوبات جمة سواء بالشراء بالجملة او البيع بالمفرق. بل وأصبحت الصناعات العمانية للأغذية والكماليات مهددة بسبب التنافس الشرس من الهايبرات وخاصة اتباع أسلوب التعبئة من الخارج تحت اسم الهايبر ، والشروط الكثيرة على هذه المصانع لدى عرض بضاعتها في الهايبرات.
ونعود مرة اخرى الى المجلس الأعلى للتخطيط والى وزارة التجارة والصناعة ونلتمس تدارس هذه العوائق التي قد تصبح كالجبل لاحقا ، فلا يصبح بالإمكان التغلب عليها أو الحد منها.