نبض الدار
لم يعد يرغب الشباب بدخول أقسام اللغة العربية وآدابها ، خوفا من عدم الحصول على وظيفة . وأصبحت أقسام اللغة العربية في الجامعات تعاني من قلة المنتسبين اليها . ومن ناحية أخرى اصبحت اللغات الأخرى تغزونا في العمل والبيت والسفر ، فتراجعت العربية كلغة للأعمال بقوة ، وتراجعت في استخدامنا الاكاديمي واليومي معا.
هناك نظرية تقول ان كل لغة لاتمارس تموت، بغض النظر عن إيماننا بأن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، فالله تعالى وعد بحفظ القرآن الكريم ، وليس حفظ اللغة .فهناك ملايين المسلمين حول العالم يقرأون القرآن الكريم دون فهمه الا بالرجوع إلى الترجمة لفهم الألفاظ القرآنية العربية. ونحن من جانبنا لم نعد نفهم اللغة العربية الفصحى التي كانت سائدة ايام الحضارة العربية الإسلامية، وصرنا نستعين بالمعاجم لفهم ألفاظ القرآن الكريم او بيت شعر للمتنبي او الشريف الرضي . فما الذي يمنع أن لا تستطيع الاجيال القادمة بعد مائة عام او اكثر فهم اللغة العربية الفصحى التي نتداولها اليوم في مذكراتنا ورسائلنا ومناحي حياتنا .
ان الاهتمام باللغة العربية ورعايتها عبر الاهتمام بمراكز تدريسها وتقويتها هو واجب وطني وقومي وديني ، فلولا اللغة العربية لما كانت لنا حضارة سابقة ، ولن تكون لنا حضارة قادمة مهما ملكنا من مكامن القوة لصناعة حضارة.
ان الاهتمام بتدريس اللغة العربية لإدارة الاعمال ، او تدريس اللغة العربية كلغة للقانونيين ، او كلغة للاقتصاد والمحاسبة ، او كلغة للترجمة ، او كلغة للسياحة ، او كلغة للتداول اليومي ، او كلغة للاكاديميين والعلوم او كلغة للادباء ، او كلغة للاعلاميين ، على غرار ماهو حاصل للغة الإنجليزية ، سيساعد كثيرا على انتعاش أقسام ومراكز اللغة العربية ، وان تستعيد عافيتها وقوتها . بالإضافة الى تخصيص وظائف لخريجي اللغة العربية وآدابها ، وظيفتين لكل وحدة حكومية كل عام مثلا . وان يصار الى تبني أقسام اللغة العربية وآدابها تدريس وإعداد معلمي اللغة العربية بالتعاون مع كليات التربية ، مما سيرفع من قدرة هؤلاء المعلمين على تدريس اللغة لأطفالنا في المدارس ، ويساعد في التغلب على الضعف اللغوي لديهم ولدى طلبة المدارس.
وان تعزز أقسام اللغة العربية لتقوم بالدراسات التي تساعد على نمو اللغة العربية في المجتمع المحلي واوساط الأطفال والطلبة ، وترغيبهم في إجادة اللغة. والاهتمام بتثوير اللغة واستخراج معاني المفردات الجديدة التي تطرأ على حياتنا حتى لايستعين اطفالنا بمفردات اللغات الأخرى من شرق العالم وغربه.
ان وضع الاهتمام باللغة العربية وأدابها على قائمة الأولويات والبحث العلمي والتعليم والعلوم والتطوير ، لهو السبيل الوحيد لعدم اضمحلالها ، ثم اندثارها بين أظهرنا، وإلا فإن الموت قد غزا لغات عديدة وكثيرة في العالم ، فما بالنا بلغتنا التي يتربص بها الكثير من الأعداء كي تندثر وتموت ، فلا تقوم للغة وأصحابها قائمة في تقدم انساني او حضارة قادمة.
جريدة عمان 29 / 8 / 2017
tahiraallawati@gmail.com لم يعد يرغب الشباب بدخول أقسام اللغة العربية وآدابها ، خوفا من عدم الحصول على وظيفة . وأصبحت أقسام اللغة العربية في الجامعات تعاني من قلة المنتسبين اليها . ومن ناحية أخرى اصبحت اللغات الأخرى تغزونا في العمل والبيت والسفر ، فتراجعت العربية كلغة للأعمال بقوة ، وتراجعت في استخدامنا الاكاديمي واليومي معا.
هناك نظرية تقول ان كل لغة لاتمارس تموت، بغض النظر عن إيماننا بأن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، فالله تعالى وعد بحفظ القرآن الكريم ، وليس حفظ اللغة .فهناك ملايين المسلمين حول العالم يقرأون القرآن الكريم دون فهمه الا بالرجوع إلى الترجمة لفهم الألفاظ القرآنية العربية. ونحن من جانبنا لم نعد نفهم اللغة العربية الفصحى التي كانت سائدة ايام الحضارة العربية الإسلامية، وصرنا نستعين بالمعاجم لفهم ألفاظ القرآن الكريم او بيت شعر للمتنبي او الشريف الرضي . فما الذي يمنع أن لا تستطيع الاجيال القادمة بعد مائة عام او اكثر فهم اللغة العربية الفصحى التي نتداولها اليوم في مذكراتنا ورسائلنا ومناحي حياتنا .
ان الاهتمام باللغة العربية ورعايتها عبر الاهتمام بمراكز تدريسها وتقويتها هو واجب وطني وقومي وديني ، فلولا اللغة العربية لما كانت لنا حضارة سابقة ، ولن تكون لنا حضارة قادمة مهما ملكنا من مكامن القوة لصناعة حضارة.
ان الاهتمام بتدريس اللغة العربية لإدارة الاعمال ، او تدريس اللغة العربية كلغة للقانونيين ، او كلغة للاقتصاد والمحاسبة ، او كلغة للترجمة ، او كلغة للسياحة ، او كلغة للتداول اليومي ، او كلغة للاكاديميين والعلوم او كلغة للادباء ، او كلغة للاعلاميين ، على غرار ماهو حاصل للغة الإنجليزية ، سيساعد كثيرا على انتعاش أقسام ومراكز اللغة العربية ، وان تستعيد عافيتها وقوتها . بالإضافة الى تخصيص وظائف لخريجي اللغة العربية وآدابها ، وظيفتين لكل وحدة حكومية كل عام مثلا . وان يصار الى تبني أقسام اللغة العربية وآدابها تدريس وإعداد معلمي اللغة العربية بالتعاون مع كليات التربية ، مما سيرفع من قدرة هؤلاء المعلمين على تدريس اللغة لأطفالنا في المدارس ، ويساعد في التغلب على الضعف اللغوي لديهم ولدى طلبة المدارس.
وان تعزز أقسام اللغة العربية لتقوم بالدراسات التي تساعد على نمو اللغة العربية في المجتمع المحلي واوساط الأطفال والطلبة ، وترغيبهم في إجادة اللغة. والاهتمام بتثوير اللغة واستخراج معاني المفردات الجديدة التي تطرأ على حياتنا حتى لايستعين اطفالنا بمفردات اللغات الأخرى من شرق العالم وغربه.
ان وضع الاهتمام باللغة العربية وأدابها على قائمة الأولويات والبحث العلمي والتعليم والعلوم والتطوير ، لهو السبيل الوحيد لعدم اضمحلالها ، ثم اندثارها بين أظهرنا، وإلا فإن الموت قد غزا لغات عديدة وكثيرة في العالم ، فما بالنا بلغتنا التي يتربص بها الكثير من الأعداء كي تندثر وتموت ، فلا تقوم للغة وأصحابها قائمة في تقدم انساني او حضارة قادمة.
0 تعليقات