نبض الدار
جريدة عمان ، نشر في 23 مايو 2017

اصبحت امراض القلب والشرايين منتشرة بنسب عالية بين الناس ، وخاصة لدى بلوغ العقد الرابع من العمر ، ويلاحظ الضغط الكبير على مركز القلب في المستشفى السلطاني وكذلك قسم القلب في مستشفى الجامعة ، ومع وجود العناية الجيدة في هذين المستشفيين ، فان الاقبال زاد عليهما من المقيمين ،وكذلك من الاشقاء في دول التعاون الخليجي ، ناهيك عن اقبال المواطنين . وهذا الضغط الكبير أثر على المواعيد ، فمريض القلب يراجع الطبيب بعد ستة أشهر او اكثر ، وهي فترة طويلةجدا ،  قد لاتستدعي الذهاب الى طوارئ القلب ، لكن  تحدث مستجدات مع المريض حول الادوية والعلاجات وآثارها او غيرها من المستجدات التي يكون ضروريا جدا فيها اخذ رأي طبيب القلب ، مثل التعرض لعملية جراحية او علاجات اخرى لمرض ما مستجد. وهنا يدخل مريض القلب في دوامة ، اما ان يؤجل كل ذلك الى حين الموعد البعيد مع طبيب القلب ، او اللجوء الى طبيب قلب يطمئن اليه في مستشفى خاص . ومع رحلة البحث في الموجود، لايكاد يحصل على استشاري قلب الا ماندر ، وفي مستشفى او اثنين ، قد يستعينان باستشاريي القلب  للمستشفى السلطاني، وعليه يجب الانتظار بسبب ضغط المواعيد الشديد  ، ويرافق ذلك اسعار كشف مرتفعة.
للاسف معظم المستشفيات والمراكز الخاصة لديها فقط اخصائي قلب، قد يكون معروفا بمهارته ، والاغلب لا، فالماهر له ثمنه . فما نزال في القطاع الصحي الخاص نفتقد الاستثمار في امراض القلب والشرايين ، فلا يوجد لدينا مراكز قلب خاصة متكاملة ، فيها استشاريين جيدين ، وتقدم خدمات ترقى الى خدمات اقسام القلب في السلطاني او مستشفى الجامعة.
ومع النصائح التي تقدمها وزارة الصحة لتقليل الاصابة بامراض القلب والشرايين ، الا ان الواقع يشير الى زيادة هذه الفئة ، فقد اصبح هذا المرض مرافقا لطبيعة الحياة التي يعيشها الناس في هذا العصر .
فهناك اختلال كبير في طبيعة الغذاء ونوعيته ، واختلال في العادات الصحية بسبب المعيشة في المدن الكبيرة  ، واختلال في الحركة والنشاط بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها الانسان في المكتب او امام التلفاز او في البيوت. 
ان توجه وزارة الصحة للبحث عن مستثمرين في قطاع امراض القلب والشرايين ، مع تقديم الاستشارة والدعم والحوافز لهم لتقديم خدمة ممتازة لأمر مهم جدا  ، ويشكل مكسبا كبيرا للقطاع الصحي في البلد ،  ولن تعدم الوزارة ذلك، فهناك عدد جيد جدا من استشاري القلب العمانيين الذين يستطيعون الانطلاق في هذا الجانب بدعم الوزارة ورعايتها ، والحوافز التي تقدمها . وهذا الاستثمار سيكون سببا اضافيا لاستقطاب المرضى الخليجيين والعرب وغيرهم، ومصدرا لتوليد الدخول بسبب سمعة السلطنة الطيبة في امراض القلب والشرايين،  وسيخفف الضغط على اقسام القلب في المستشفيات الحكومية.