نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 
اصبح العالم يتجه بقوة إلى الطاقة البديلة في تسيير السيارات والمركبات كونها اكثر أمانا ، وتساعد على نقاء البيئة من  الملوثات ، وايضا لرخص اسعارها ، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط ومشتقاته كالبنزين والديزل . فالنقل حاليا يستهلك حوالي ٣٠% من انتاج النفط العالمي،  وهي نسبة مهولة تعمل دول العالم على التقليل منها مع نضوب مخزونات النفط بعد ١٠٠ مائة عام حسب بعض التقديرات . 
ولذا فقد بدأت الكثير من دول العالم ومن ضمنها الدول النفطية العمل على الطاقات البديلة كالغاز الذي تزداد مكتشفاته،  او الطاقة الشمسية،  وهي البديل الأنسب والارخص وخاصة للدول التي لديها مناخات دافئة تشرق فيها الشمس طوال العام .
واظن ان البحث عن بدائل النفط لتسيير السيارات والمركبات مطلب أخلاقي وإنساني بسبب التلوث الكبير الناتج عن حرق البنزين والديزل،  فلم تعد طبقة الأوزون تحتمل نتائج حرق كل هذا الوقود النفطي سواء في النقل أو المصانع او غيرها. وستكون له نتائج وخيمة ، ظهر بعضها عبر الأمطار الحمضية وارتفاع درجات الحرارة و تلوث الاجواء وظهور وانتشار بعض الأمراض الناتجة عن التلوث سواء على النبات او الحيوان او الانسان. 
وهو مطلب اقتصادي ، وخاصة في بلداننا الخليجية بعد ارتفاع فاتورة النفط . لذا فإن التأسيس للطاقة البديلة وخاصة الطاقة الشمسية اصبح حاجة ملحة ، من حيث تشجيع مراكز البحث والجامعات للعمل على صيغ وآليات مبتكرة تعزز تقنية الالواح الشمسية والبطاريات ذات الامد الطويل التي تشحن من الطاقة الشمسية ،  وتستخدم في السيارات. وجذب التكنولوجيا العالمية والاستثمارات الخارجية وجهود الشباب العماني المبتكر للنحو نحو هذا المنحى في الاستثمار ، وتقديم التسهيلات اللازمة ، كي نكون في مصاف المؤسسين لهذه التكنولوجيا ، وليس من المشترين لها ، فشراء التكنولوجيا أغلى بكثير من جهود صناعتها.
وكذلك العمل على توفير وتسهيل استخدام عبوات الغاز في محطات الوقود ، لمن يرغب باستخدام الغاز بعد تحوير بسيط يقوم به لمركبته.  لربما من يستخدم وقود ٩١ يحصل على الدعم ، لكن الطاقة البديلة خيار استراتيجي اقتصادي إنساني أخلاقي. وان مستخدمي وقود ٩٥ بحاجة ايضا الى نظرة الى متطلباتهم ، فأغلبية الطبقة المتوسطة لديهم مركبات وقود ٩٥ . وتقول الدراسات الاجتماعية ان الحفاظ على الطبقة المتوسطة ، وتوسيعها هو افضل خيار لتنمية اي مجتمع والحفاظ على ازدهاره ورقيه. .

تم نشره في جريدة عمان في 2 يناير 2018م