نبض الدار

كلما تقدم العلم ، كلما تكشفت أمورا  كانت غامضة علينا ،  ومنها ان الطعام الذي نتناوله له دور كبير في الاستفادة والوقاية والعلاج  ، وهو مايزيدنا يقينا بالحكمة الإلهية وجمال خلقه.
في موسم ما نرى سيادة أنواع معينة من الخضروات والفواكه ، فللصيف فاكهته من البطيخ والشمام وفواكه عديدة نراها تنتشر في مراكز البيع ، بينما تختفي في الخريف او الشتاء او الربيع ، وهكذا في فصل الشتاء تختفي فواكه وخضروات وتبرز اخرى لا نراها في الصيف.
لكن مع انتشار زراعة البيوت المحمية في عدد من بلدان العالم ، لوحظ توفر فاكهة موسم ما طوال العام ، ولا تكاد تنقطع مثل البطيخ الاحمر ، وحتى في الشتاء البارد ! حيث لا تعود هناك حاجة لأكل البطيخ مثلا للتبريد بسبب برودة الجو !
الى الان قد لا توجد دراسات كافية تتحدث عن فوائد و مضار توفر فواكه موسمية طوال العام . لكن دراسات عديدة تذكر أن تناول فاكهة الموسم في وقتها افضل طريقة لإستفادة الجسم والوقاية والعلاج لبعض الامراض التي تنتشر في هذا الموسم ، فتناول الموالح مثلا في الشتاء - وهو موسمها- افضل طريقة للوقاية من نزلات البرد والزكام ، لتوفر فيتامين "س" بكثرة فيها.  ومن ناحية ثانية لاحظت الدراسات ان زراعة فواكه في غير موسمها مكلف ، ويتطلب جهدا اكبر ،  وان كان في بيوت محمية.
توجد مجموعة صغيرة من الخضروات والفواكه متوفرة طوال العام ، وهي مفيدة في جميع المواسم ، لكن الأعم والأغلب ان لكل فصل وموسم فاكهته وخضرواته. 
ومع تطور وسائل الزراعة يكاد هذا الهامش من التنوع والاختلاف يختفي يوما بعد يوم  بسبب اشتهاء الانسان فاكهة ما في غير موسمها. 
ونظن أن التقنية وتطورها عامل مساعد يخدمنا، لكننا في واقع الحال نغير من أنظمة طعامنا الصحية والمتناسبة مع احتياجات أجسامنا في كل موسم ، وتتعارض مع النظام الغذائي الذي كان موجودا ومتداولا منذ خلق الانسان على هذه الأرض. وهو نظام يفيد الارض والتربة والإنسان والحيوان ومايحيط بهم من أجواء وبيئة،  فإذا ماتم إلغاؤه فكم من الضرر قد نتسبب به لأنفسنا ومايحيط بنا من هذه العناصر المهمة ؟

نشر في جريدة عمان الثلاثاء 10 ابريل 2018