http://www.omandaily.om/583136/

نبض الدار

قبل يومين قرأت في تويتر عن كتاب عماني في الطب الشعبي ، يتحدث عن معالجة السرطان قبل حوالي ٤٠٠ عام ، ويذكر طريقة وآلية استئصال الورم السرطاني بدقة كبيرة ، كأحد العلاجات الناجعة لعلاج السرطان.
لانقرأ كثيرا في كتبنا التراثية والتي تحوي كنوزا ، فقد شغلتنا الأحكام المسبقة والجائرة بحق تراثنا العلمي.
تسنى لي مؤخرا زيارة عيادة الديوان للطب الشعبي ، وقد لاحظت مدى حرص المشرفين والعاملين في العيادة على إدخال العصرنة والحوسبة،  بدءا من استصدار البطاقة والى حين استلام الأدوية. ولاحظت مدى حرص العاملين على انتاج الدواء العشبي ، واتباع طرق وأساليب تسهل على الفرد تناول هذه الاعشاب بطريقة عصرية،  وتجعل التداوي بها فاعلا جدا .
كنت قبل فترة في إحدى الدول الإسلامية،  وقد سنحت لي الفرصة لزيارة قسم الطب النبوي او الشعبي بها ، وقد لاحظت تذمر المشرفين في القسم من عدم الاعتراف من الهيئات الدوائية العليا لديهم بالطب النبوي او الشعبي رغم رواجه،  فلا أقسام الطب ولا أقسام الصيدلة في الجامعات والهيئات البحثية تعترف بجهود الطب النبوي او الشعبي لديهم ،  رغم ازدياد مرتادي هذه الاقسام وزيادة عدد متناولي هذه الأدوية كل يوم . وتأسفت لهذا المنحى العدائي،  وتذكرت كتابا قرأته عن محاربة الطب النبوي والشعبي ، وكيف ان الاحتلال الغربي كان يحاربه بصفة منظمة في أوائل القرن العشرين في العراق ، بحجة أنه خزعبلات وخرافات ،  وأنه يقف حجر عثرة في طريق انتشار الطب الحديث !! وقد ذكر مؤلف الكتاب بالوقائع جهود الاحتلال المنظمة لإقفال مراكز الطب النبوي والشعبي وإضعافها.
ولدى زيارتي لعيادة الديوان للطب الشعبي ورؤية جهودهم المخلصة، ودعم الدولة وتشجيعها لهم ، راودني الأمل بأن يفتح لهم المجال واسعا مع كليات الطب والصيدلة للتداول والتعاون المشترك ، وأن يفتح لهم المجال البحثي واسعا كي يقوموا ببحوثهم  ويطوروا مجال الطب الشعبي،  ويدفعوا به الى الامام ، فبعد سنوات عديدة وكثيرة من العمل ، أثبتت عيادة الطب الشعبي ان الطب النبوي والشعبي منظومة طبية متكاملة تستحق الاشادة بعلاجاتها التي تقدمها ،  وأنها الى جانب الطب الحديث تستطيع أن تقوم بأدوار أكبر اذا سنح لها ولكوادرها المجال البحثي الواسع ، ولتستكمل بنيتها البروتوكولية والميثاقية ، وتدريب وتطوير كوادرها بالمزيد من العلم والاسكتشاف والدراسة المعمقة والمنظمة في الطب النبوي والشعبي.

نشر في جريدة عمان الثلاثاء17 ابريل 2018