نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 

اصبحت البدانة وباء يجتاح العالم ، فنسب  البدانة تزداد تصاعديا مع الاطفال والبالغين على السواء. وأصبحنا نشهد كثرة عمليات قص وتكميم وتصغير المعدة كحل أخير لكل من يعاني البدانة ، ولا يستطيع التخلص منها، رغم خطورة هذه العمليات.
كان خبراء التغذية يوجهون اصابع الاتهام الى الاغذية فائقة المعالجة ، وهي الوجبات الجاهزة و"البيتزا" والحبوب المحلاة والبرجر، وغيرها من المكونات التي تحتوي على عصارة المكونات الغذائية، والإضافات الصناعية المتطورة التي توجد نكهة للطعام أو تحسِّن لونه ورائحته وملمسه.
وصدق حدسهم ؛ ففي دراسة حديثة أجراها باحثون في "معاهد الصحة الوطنية" بالولايات المتحدة  كشفت أن زيادة استهلاك الأغذية فائقة المعالجة تؤدي إلى إقدام الشخص على تناول طعامه بصورة أكثر وأسرع، ما قد يصيبه بالبدانة.
وأوضحت الدراسة ، التي نشرتها دورية "سيل ميتابوليزم" (Cell Metabolism)، أن هذه الأطعمة تضيف 508 من السعرات الحرارية يوميًّا، ويمكن أن تزيد وزن الشخص بحوالي 0.6 إلى 0.9 من الكيلوجرام خلال أسبوعين. ومع تراكم السعرات اليومي والاسبوعي تصبح البدانة هي النتيجة الطبيعة والمنطقية .
ان تناول الطعام كما هو في الطبيعة يستغرق وقتا أطول، ويوفر الشعور بالشبع ، ويزود الجسم بكافة احتياجاته ، عكس الطعام فائق المعالجة؛ الذي بمغرياته المختلفة ونكهاته واضافاته يفقد الانسان الكثير من مقومات الطعام الصحي والمتوازن في تركيبه، والمعتدل في سعراته.
فتناول تفاحة وقضمها لنصف ساعة افضل من تناول عصير ثلاث تفاحات خلال دقيقتين . والاستمتاع بتناول قطعة لحم مشوية بطريقة الجدات افضل من تناول شرائح اللحم الزكية الرائحة الغارقة في انواع من الصلصات والمايونيز والزبدة . صحيح يغرينا البرغر، وتناول البيتزا الفارهة بمكوناتها الكثيرة ؛ إلا أن الفاتورة المدفوعة تصبح غالية جدا مع امراض البدانة القاتلة والمدمرة .

نشر في جريدة عمان 4 يونيو 2019م