نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com

ونحن نمر بين شوارع وأحياء مسقط ، تستوقفنا هذه الايام الحالة النشطة التي فيها عمال بلدية مسقط ، فهم لايفتأوون يجمعون ورق الشجر الاصفر المتساقط بكثرة كبيرة ، ويحملونه العربات الضخمة التي تقف على جانب الطريق . نلاحظ تحول العشب الاخضر اسفل هذه الاشجار الى بساط اصفر شاحب من كثرة الورق الاصفر المتساقط.
طبيعيا نحن الان في مسقط في فترة الربيع ، لكن هذا النوع من الاشجار يقول باصرار كبير اننا في الخريف ! ترى مااللغز المحير في ذلك ؟ 
في بيتي تقول النباتات الداخلية أننا في الخريف ! حيث تصفر الاوراق وتتساقط حاليا ، ومع دخول الصيف أراها تنتعش وتكبر سريعا وتنمو براعمها بكثرة وتتفرع .
في هذه الفترة من العام تشهد بلدان جنوب شرق آسيا جوا خريفيا وسقوط اوراق الشجر، وتصبح الارض في انتظار المطر الذي اشتاقت إليه طويلا ، فهي فترة جفاف وغبار أحيانا . ثم  تبدأ الامطار في شهر يونيو ويوليو، اي مع دخول الصيف عندنا ، لتعود الارض والاشجار عندهم الى الاخضرار والنمو .
اعتقد ان الاشجار التي يتساقط ورقها عندنا في هذه الفترة الربيعية هي ذات اصل جنوب شرق آسيوي. لذا تكون دورتها مواكبة لدورة المناخ في تلك البلدان . 
وغالبا يأتي السؤال : تم نقل الكثير من الاشجار من جنوب شرق آسيا إلينا- حيث ربيعهم خريفنا ، وخريفهم ربيعنا -  وبقيت هذه الاشجار محافظة ومخلصة لأصلها ، فلم تتغير دورة حياتها رغم اختلاف بيئتها من عشرات السنين ، وبعضها لعقود طويلة. 
ترى ماتأثير ذلك على البيئآت الجديدة التي تنتقل اليها اشجار ونباتات بيئآت معاكسة في دورتها ، وماتأثيره على مناخ البيئات الجديدة ، وماتأثيره على الانسان والحيوان في هذه البيئات  ؟ اسئلة تحتاج الى بحوث علمية معمقة ودقيقة كي نصل الى نتائج علمية صحيحة ، ونكتشف آيات الاعجاز الرباني .

نشر في جريدة عمان الثلاثاء 23 ابريل 2019م