نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
في مجتمعاتنا الاسلامية تعد الاسرة لبنة المجتمع الأساسية ، وليس الفرد كما في المجتمعات الغربية . وهنا تأتي الفروقات بيننا وبينهم ، فمؤسساتهم الاجتماعية تعمل لأجل سعادة ورخاء الفرد بالدرجة الأولى. لذا تبذل جهود الدول هناك لاحتضان الاطفال الذين يكونون ضحية انفصال الوالدين ، وتقدم لهم كل الخدمات والمتابعة ، ومن بينها متابعة الطفل اذا تم تبنيه من أسرة بديلة ، او كانت اسرته الاصلية عنيفة معه، وتسئ معاملته . فقد اصبحت المؤسسات الحكومية هناك هي البديل الطبيعي عن الوالدين ، مما يجعل الدول تصرف اموالا طائلة على مؤسساتها المعنية بالاطفال بدءا من سن الرضاعة وحتى بلوغ سن الرشد ووقوف الفرد على قدميه بوظيفة مناسبة ومستقبل مضمون . وتذكر الدراسات ازدياد نسب علاقات الطرفين خارج اطار الزواج، فالمؤسسات تقوم باللازم تجاه الاطفال المولودين.
لا اظن أننا نرغب في مجتمعاتنا ان تكون الدولة بمؤسساتها الاجتماعية بديلا عن الوالدين ، فللاسرة دور مهم وضروري جدا ، اذا انتفى؛ فان المجتمع يتعرض للانهيار والفساد والاضمحلال . لكن ارتفاع نسب الطلاق ينبئ بوجود خلل ما بحاجة الى بحث وتحليل واصلاح ، كي تعود الاسر قوية ومتماسكة . ترى أليس الامر يدعو اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة الى تدارس هذا الامر ، واعطائه الأولوية في البحث والتحليل ، ووضع خطط وقائية وبنائية وعلاجية لتقليل نسب الطلاق قبل ان تزيد عن الحد المعقول . فكلما أسرعنا في المعالجة كلما كان ذلك أسهل وأقل تكلفة من حيث بذل الجهود والأموال.
لاحظت من بعض تتبعاتي ان سبب انتشار زواج المسيار والفرند وغيره في مجتمعاتنا العربية يعود الى عدم رغبة الرجل بعقد الزواج المعتاد كي يخفف عن نفسه تبعات وجوده وزوجته في بيت واحد ، والخلافات التي تنشب وتشتد بينهما على اقل الاسباب . فهل هو الحل المقبول اجتماعيا ؟ ام انه هروب الى صور واشكال من الزواج الناقص ، وستكون له تبعات خطيرة على مجتمعاتنا على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 11 ديسمبر 2018م
tahiraallawati@gmail.com
في مجتمعاتنا الاسلامية تعد الاسرة لبنة المجتمع الأساسية ، وليس الفرد كما في المجتمعات الغربية . وهنا تأتي الفروقات بيننا وبينهم ، فمؤسساتهم الاجتماعية تعمل لأجل سعادة ورخاء الفرد بالدرجة الأولى. لذا تبذل جهود الدول هناك لاحتضان الاطفال الذين يكونون ضحية انفصال الوالدين ، وتقدم لهم كل الخدمات والمتابعة ، ومن بينها متابعة الطفل اذا تم تبنيه من أسرة بديلة ، او كانت اسرته الاصلية عنيفة معه، وتسئ معاملته . فقد اصبحت المؤسسات الحكومية هناك هي البديل الطبيعي عن الوالدين ، مما يجعل الدول تصرف اموالا طائلة على مؤسساتها المعنية بالاطفال بدءا من سن الرضاعة وحتى بلوغ سن الرشد ووقوف الفرد على قدميه بوظيفة مناسبة ومستقبل مضمون . وتذكر الدراسات ازدياد نسب علاقات الطرفين خارج اطار الزواج، فالمؤسسات تقوم باللازم تجاه الاطفال المولودين.
لا اظن أننا نرغب في مجتمعاتنا ان تكون الدولة بمؤسساتها الاجتماعية بديلا عن الوالدين ، فللاسرة دور مهم وضروري جدا ، اذا انتفى؛ فان المجتمع يتعرض للانهيار والفساد والاضمحلال . لكن ارتفاع نسب الطلاق ينبئ بوجود خلل ما بحاجة الى بحث وتحليل واصلاح ، كي تعود الاسر قوية ومتماسكة . ترى أليس الامر يدعو اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة الى تدارس هذا الامر ، واعطائه الأولوية في البحث والتحليل ، ووضع خطط وقائية وبنائية وعلاجية لتقليل نسب الطلاق قبل ان تزيد عن الحد المعقول . فكلما أسرعنا في المعالجة كلما كان ذلك أسهل وأقل تكلفة من حيث بذل الجهود والأموال.
لاحظت من بعض تتبعاتي ان سبب انتشار زواج المسيار والفرند وغيره في مجتمعاتنا العربية يعود الى عدم رغبة الرجل بعقد الزواج المعتاد كي يخفف عن نفسه تبعات وجوده وزوجته في بيت واحد ، والخلافات التي تنشب وتشتد بينهما على اقل الاسباب . فهل هو الحل المقبول اجتماعيا ؟ ام انه هروب الى صور واشكال من الزواج الناقص ، وستكون له تبعات خطيرة على مجتمعاتنا على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 11 ديسمبر 2018م
0 تعليقات