نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 

البمبرة او القاو او الغوج البحريني شجرة تنبت عندنا في عمان والخليج،  خضراء ناضرة مثمرة ، ثمارها الصفراء جميلة الشكل تؤكل ، ولها فوائد علاجية كثيرة سواء طازجة او بعد تجفيفها .
وأذكر في طفولتي والى اليوم لا يخلو منزلنا من ثمار القاو المجففة ،  فهي اقوى علاج للكحة  ، فالشاي المصنوع من الثمار الجافة يكافح الكحة بطريقة فعالة لا نظير لها رغم كل أدوية مكافحة الكحة ، فالقاو يتفوق عليها جميعا مهما كانت الكحة قديمة او قوية او مزمنة ؛ فخلال ثلاثة ايام من تناول شاي القاو ولمرتين يوميا  تختفي الكحة تماما . وهناك عشرات وعشرات الفوائد لثمار القاو، ومنها انها تخفف بدرجة كبيرة خشونة المفاصل وآلامها. 
ان هذه الشجرة التي تعامل بإهمال لهي بحق صيدلية لعدد واسع من الامراض .
اتذكر في طفولتي شجرة القاو الضخمة الخضراء الوارفة الظل في بيت الجيران . لم تكن ثمارها تلقى قبولا كبيرا عندنا الاطفال ، فتتساقط على الارض بكثرة كلما نضجت واصفرت . فقد كانت المادة الهلامية بداخلها تسبب لنا ازعاجا ، وتلتصق بالاصابع  . لذا لم نكن نحمل كثير ود لهذه الشجرة التي تعمر في بلداننا بكثرة وبسهولة. ولم أكن أدري في طفولتي أن الثمار السمراء الجافة التي يجلبها أهلي من سوق العشابين ، وأشرب شايها الاسمر كلما أصبت بالكحة هي ثمار القاو .
للاسف صرنا نجهل كثيرا عن النباتات والاشجار الطبية ؛ ففي عمان وحدها ١٢٠٠ نبات طبي حسب مجلس البحث العلمي ، معروف بعضها لدى العشابين رغم خبرتهم الطويلة في المجال ، والبعض الآخر مجهول ، طوته أيدي النسيان ، ومات من كان يعرفها ويستخدمها في الطبابة . وهكذا ضاعت صيدلية عقاقير تاريخية ضخمة جدا ، وجزء كبير منها أصله من الطب النبوي .
لقد تاخرت كثيرا جهود ايجاد دستور او بروتوكول لكيفية استخدام الادوية العشبية في بلادنا ، وتفوقت علينا بلدان مثل اليابان وألمانيا وغيرها . وأصبح من يعرف عن عقاقير هذه الصيدلية يختفون ويتوفون الى رحمة الله تعالى دون ان نسجل مافي صدورهم من علم نافع . اعتقد ان انشاء جمعية للاعشاب الطبية وايلاءها العناية اللازمة؛  أمر مهم جدا، جنبا الى جنب ايجاد وزارة الصحة بروتوكولا لكيفية استخدامها في العلاج.

نشر في جريدة عمان الثلاثاء 5مارس 2019م