حكاوى صباحية

كان السنة التمهيدية او التأسيسية في جامعة السلطان قابوس تستنزف أموالا كثيرة ، وكثر الحديث عن اجراء اختبار لخريجي دبلوم الثانوية العام ، فاذا اجتاز الطالب الاختبار بنجاح في أية مادة من المواد التأسيسية فانه يعفى من دراستها . وهكذا استطاع الطلبة الذين يجتازون  اختبارات المواد التأسيسية أن يبدأوا دراستهم لمواد السنة الأولى في جامعة السلطان قابوس وبقية الجامعات والكليات في البلد بدون تكرار مادرسوه ، ووفرت الجامعة والدولة أموالا  .

لكن بقي الطلبة المبتعثون للجامعات الغربية يعانون المشكلة نفسها ، ويدرسون السنة التأسيسية وهم يشعرون انهم يجترون أنفسهم ومادرسوه في المدارس الخاصة أوالحكومية في السلطنة ، ولافرق في دراسة السنة التأسيسية بين من يجيد اللغة الانجليزية تماما وبين من يجيد قليلها ، فيشعرون بالملل الشديد وهم خارج أوطانهم ، بعيدين عن أهلهم ، بينما الدولة تتحمل نفقات سنة دراسية اضافية ، لم يستفيدوا منها شيئا غير أنها تؤخر تخرجهم لعام كامل .

قد يقول البعض ان طلبة المدارس الحكومية يحتاجون اجادة اللغة الانجليزية . لكن الأمر يسري على جميع خريجي المدارس الخاصة أيضا ، الذين يدرسون مناهجهم الدراسية باللغة الانجليزية . والدراسة لاتقتصرعلى اللغة الانجليزية بل مادة الحاسوب وكذلك مواد العلوم والرياضيات .

وقد ذكر مجموعة من الطالبات خريجات المدارس الخاصة ، وحاصلات على معدلات عالية في شهادة الدبلوم ، انهن مررن بسنة تأسيسية مملة في جامعاتهن في الخارج في دراسة مواد درسنها في مدارسهن . وماأصعب الوضع لمن يدرس الطب والصيدلة ، فتزداد سنوات الدراسة ، وتدفع الدولة أموالا كثيرة لتغطية السنة التأسيسية .

ان التنافس الخارجي الشديد على استقطاب الطلبة الخليجيين الى جامعاتهم والدراسة فيها ، يجعلنا في موقف القادر على وضع محددات لدراسة البكالوريس لديهم ، أقله ما حصل مع جامعة السلطان قابوس ؛ فيدخل الطلبة المبتعثون في اختبارات المواد التأسيسية ، فاذا نجح أحدهم في مادة ما فلا داع لأن يدرسها مرة أخرى ، وبذا نوفر على الطالب وقتا وجهدا ، ونوفر مالا .

ان الكثير من الكليات في السلطنة تطرح برامج لجامعات أوروبية وغربية مرموقة ، وهي تقوم باجراء الاختبارات لمواد السنة التأسيسية ، فكيف لن تقبل نظيراتها أن تعمل بالآلية نفسها ، وماالفرق بين هذه وتلك ؟

قبل عدة سنوات خلت كانت جامعة السلطان قابويس والكليات الجامعية ترفض الأمر ، ثم وافقت ، وهكذا ستوافق تلك الجامعات اذا شعرت بأنها ستخسر طلابا ، وأن يتم التنسيق في ذلك مع وزارات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي، حتى يكتسب منطق الحوار مع تلك الجامعات وحدة موقف وقوة .

وان توفيرالاموال يساعد في توفير مقاعد أخرى لخريجي الدبلوم . إضافة لما أمر به جلالته –حفظه الله ورعاه – مؤخرا من تحمل الدولة نفقات البعثات الجزئية .